كريم الجنابي

مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية
طاقم الإدارة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
عضوية موثوقة ✔️
كبار الشخصيات
إنضم
1 ديسمبر 2012
المشاركات
25,561
مستوى التفاعل
70,209
النقاط
10,720
الإقامة
ZYZOOM
غير متصل
%2525D8%2525A7%2525D9%252584%2525D8%2525B2%2525D8%2525B9%2525D9%25258A%2525D9%252585%252520%2525D8%2525A7%2525D9%252584%2525D8%2525A3%2525D9%252588%2525D9%25258401.gif


احسان الظن بالناس


xePwPdx.jpg


دعا الإسلام المسلم إلى إحسان الظن بالناس جميعاً، حيث إنَّ المطَّلع الوحيد على البواطن هو الله سبحانه وتعالى فقط، وهو يتولى
السرائر ويُحيط بها، ولإحسان الظن بالناس منزلة عالية في الإسلام لما له من نشر التحابب بين الناس، ودفع العداوة والبغضاء
فيما بينهم، كما أنّ إحسان الظن بالناس من الأخلاق النبيلة التي لا يتَّصف بها إلا مؤمنٌ معلوم الإيمان، فماذا يعني إحسان الظن
بالناس، وكيف يصل المسلم إلى درجة إحسان الظن بالناس وعدم الشك بهم؟

dD6FYvT.png

معنى إحسان الظنّ
الظنّ في اللغة: يأتي الظنّ في اللغة بمعنى الاعتقاد الراجح الذي يحتمل وجود نقيضٍ له، كما يَرِد الظن بمعنيين في اليقين هما الشكّ
واليقين، فربما يرد الظن ويُقصد به التَّيقن والتحقق من الشيء، وربما يرد بمعنى الشك، ويُشير إلى ذلك موضع الظن في الجملة.
حسن الظن اصطلاحاً: حُسن الظن يَرِد بعدة معانٍ، فإحسان الظن بحقِّ الله يعني: أن يعلم المسلم أنّ الله إنّما يبتليه إذا ابتلاه لحكمةٍ عنده،
وأنّه لم يُرد بابتلائه له إهلاكه أو تعذيبه أو إيذاءه، إنّما ابتلاه كما ابتلى غيره من الخلق؛ ليمتحنه ويمتحنهم جميعاً كما اقتضت حكمته
جلَّ وعلا، كما اقتضت مشيئته وسنته في خلقه، وليعلم الله المؤمن الصابر الراضي بما يصيبه من البلاء ممن يجزع ويكفر، ولكي
يسمعه يدعوه ويرجوه ويتضرع إليه أن يكشف ما أصابه من البلاء، ويلجأ إليه بالدعاء في جوف الليل. كما يرد إحسان الظنُّ في
الاصطلاح على غير الله ويأتي بمعنى: أن يُرجِّح الإنسان ويُغلِّب جانب الخير على جانب الشر لجميع من يُقابله من الناس فلا يضمر
ويتوقع منهم إلا الخير، ولا يضمر لهم إلا الخير.

dD6FYvT.png

أهمية إحسان الظن بالناس
يحتلُّ حُسن الظن بالناس أهميةً مميزةً في الإسلام، لذلك حثّ عليه الإسلام ودعا له في العديد من الآيات والأحاديث النبوية،
ونذكر من أهميته ما يلي:
- يؤدي حسن الظن إلى سلامة الصدر من الأحقاد والأضغان، ويدعو إلى حب الناس وتدعيم روابط المحبة والألفة بين أفراد المجتمعات
المسلمة، وقد ورد حثُّ النبي صلى الله عليه وسلم على حُسن الظن من خلال قوله:
(إيَّاكم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أَكْذبُ الحديثِ
ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تَنافسوا، ولا تحاسَدوا، ولا تباغَضوا، ولا تدابَروا، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا
).


-إذا تمثَّل المجتمع المسلم خلق حسن الظن بالناس حتى يصبح ظاهرةً عامةً فيه، فإنّ أعداء المسلمين سيعجزون عن النيل منهم،
وستفشل كل محاولاتهم لذلك، حيث إنّ القلوب التي يكون أساسها مبنياً على إحسان الظن ببعضها تكون متآلفةً صافية،
ولا يستطيع أحدٌ الولوج إليها وتعكير صفوها، كما أنّ مثل تلك المجتمعات تصبح أبعد ما يكون عن المنكرات.


-الظن السيئ يؤدي بصاحبه للمهالك ويورده الموارد الصعبة التي توصله إلى غضب الله وسخطه بعد أن يتتبع عورات الناس
ويبحث عن زلاتهم وسقطاتهم.


-يزرع سوء الظن التنازع بين المسلمين، ويقطع عنهم حبال الأخوة والمودة، وقد حذَّر الله سبحانه وتعالى من الظن وسوئه في
قوله تعالى: (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).[٥] كما روى البوصيري من حديث أبي هريرة رضى
الله عنه قال: (حسنُ الظنِّ مِن حسنِ العبادةِ)، فهذا الحديث يُظهر أنّ حسن الظن يرجع إلى ما يحوي قلب المؤمن من العبادة،
فهو ترجمةٌ فعلية لها على أرض الواقع.

dD6FYvT.png

كيفية إحسان الظن بالناس
ينبغي على المسلم حتى يصل إلى مرتبة إحسان الظن بالناس أن يقوم ببعض الأمور والوسائل المعينة على ذلك، ويسعى إليها بالعمل
لا بالقول، فإنّ الإيمان يؤخذ بالأفعال لا بالأقوال، ومن بين الأمور المعينة على بلوغ درجة

إحسان الظن بالناس ما يلي:
-أن يُنزل المسلم نفسه منزلة الخير، ويسعى لذلك بكلّه، ويتوجه إليه بأفعاله وأقواله ومعاملاته.


-أن يحمل المسلم ما يسمعه من الكلام الصادر عن جميع الناس على أحسن المحامل وأفضلها، فلا يعتقد أو يظن في كلامهم شراً،
ولا ينظر إلى أقوالهم وتصرفاتهم نظرة ريبةٍ وشك.


-التماس العذر للناس خصوصاً الأقارب والأصدقاء والمعارف، قال ابن سيرين رحمه الله: (إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً،
فإن لم تجد فقل: لعل له عذراً لا أعرفه).


-عدم الحكم على النوايا حيث إنّ النوايا لا يعلم حقيقتها إلا الله، فعَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: (بَعَثَنَا
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ مِن جُهَيْنَةَ قَالَ: فَصَبَّحْنَاهُمْ، فَقَاتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ: إِذَا أَقْبَلَ الْقَوْمُ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ
عَلَيْنَا وَإِذَا أَدْبَرُوا كَانَ حَامِيَتَهُمْ، قَالَ: فَغَشِيتُهُ، أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ، قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ،
وَقَتَلْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ
مُتَعَوِّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَكَرَّرَهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ
).


-أن يستحضر المسلم في قلبه وعقله آفات ومصائب سوء الظن بالناس وعدم تزكية نفسه بالشك بهم، قال سفيان بن حسين:
(ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوتَ الرومَ؟ قلت: لا، قال: فالسِّند والهند والترك؟ قلت:
لا، قال: أفَتسلَم منك الروم والسِّند والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟! قال: فلَم أعُد بعدها).
dD6FYvT.png

منقول
%2525D8%2525A7%2525D9%252584%2525D8%2525B2%2525D8%2525B9%2525D9%25258A%2525D9%252585%252520%2525D8%2525A7%2525D9%252584%2525D8%2525A3%2525D9%252588%2525D9%25258403.gif
 

توقيع : كريم الجنابي
جزاك الله خيرا أخي
للأسف بسبب سوء الظن أصبحنا نقع في مشاكل كثيرة لو أحسنا الظن فيها ما حدثت
 
توقيع : MesterPerfectMesterPerfect is verified member.
بارك الله فيك
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق
بارك الله فيك على مشاركاتك القيمه اخي ابوعبدالله
جزاك الله كل خير ونفع بك الجميع
 
جزاكم الله كل خير أخي الكريم
بارك الله بكم..
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي في الله أبوعبدالله الفاضل
جزاك الله خير الجزاء وجعل ماخطت يمينك في ميزان أعمالك
إسمحلي أزيد ولا أزايد عليك

تفسير الامام الطبري رحمه الله تعالى

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)
القول في تأويل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)

يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله, لا تقربوا كثيرا من الظنّ بالمؤمنين, وذلك أن تظنوا بهم سوءا, فإن الظانّ غير محقّ, وقال جلّ ثناؤه : ( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ) ولم يقل: الظنّ كله, إذ كان قد أذن للمؤمنين &; 22-304 &; أن يظن بعضهم ببعض الخير, فقال : لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ فأذن الله جلّ ثناؤه للمؤمنين أن يظنّ بعضهم ببعض الخير وأن يقولوه, وإن لم يكونوا من قيله فيهم على يقين.

وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثني أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ) يقول: نهى الله المؤمن أن يظنّ بالمؤمن شرّا.
وقوله ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) يقول: إن ظنّ المؤمن بالمؤمن الشرّ لا الخير إثم, لأن الله قد نهاه عنه, ففعل ما نهى الله عنه إثم.
وقوله ( وَلا تَجَسَّسُوا ) يقول: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض, ولا يبحث عن سرائره, يبتغي بذلك الظهور على عيوبه ، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره ، وبه فحمدوا أو ذموا ، لا على ما لا تعلمونه من سرائره.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَلا تَجَسَّسُوا ) يقول: نهى الله المؤمن أن يتتبع عورات المؤمن.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( وَلا تَجَسَّسُوا ) قال: خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا ) هل تدرون ما التجسس أو التجسيس؟ هو أن تتبع, أو تبتغي عيب أخيك لتطلع على سرّه.

حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَلا تَجَسَّسُوا ) قال: البحث.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا ) قال: حتى أنظر في ذلك وأسأل عنه, حتى أعرف حقّ هو, أم باطل؟; قال: فسماه الله تجسسا, قال: يتجسس كما يتجسس الكلاب، وقرأ قول الله ( وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ) وقوله ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ) يقول: ولا يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره المقول فيه ذلك أن يقال له في وجهه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وقال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك, والأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
حدثني يزيد بن مخلد الواسطيّ, قال: ثنا خالد بن عبد الله الطحان, عن عبد الرحمن بن إسحاق, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبيه, عن أبي هريرة, قال: " سُئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الغيبة, فقال: هُوَ أنْ تَقُولَ لأخِيكَ ما فِيهِ, فإنْ كُنْتَ صَادِقا فَقَدِ اغْتَبْتَهُ, وَإنْ كُنْتَ كاذِبا فَقَدْ بَهَتَّهُ".

حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع, قال: ثنا بشر بن المفضل, قال: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبيه, عن أبي هريرة, عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, بنحوه.
حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, قال: سمعت العلاء يحدّث, عن أبيه, عن أبي هريرة, عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " هَلْ تَدْرُونَ ما الغيبة؟ قال: قالوا الله ورسوله أعلم; قال: ذِكْرُكَ أخاكَ بِمَا لَيْسَ فِيه, قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول له; قال: إنْ كان فِيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ, وَإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ ".

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا سعيد بن الربيع, قال: ثنا شعبة, عن العباس, عن رجل سمع ابن عمر يقول: " إذا ذكرت الرجل بما فيه, فقد اغتبته, وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بَهَتَّهُ". وقال شعبة مرّة أخرى: " وإذا ذكرته بما ليس فيه, فهي فِرْية قال أبو موسى: هو عباس الجَريريّ.
حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا ابن أبي عديّ, عن شعبة, عن سليمان, عن عبد الله بن مرّة, عن مسروق قال: إذا ذكرت الرجل بأسوأِ ما فيه فقد اغتبته, وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن الأعمش, عن أبي الضحى, عن مسروق, قال: إذا قلت في الرجل ما ليس فيه فقد بَهَته.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا عمر بن عبيد, عن الأعمش, عن أبي الضحى, عن مسروق, قال الغيبَة: أن يقول للرجل أسوأ ما يعلم فيه, والبهتان: أن يقول ما ليس فيه.

حدثنا يونس بن عبد الأعلى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني معاوية بن صالح, عن كثير بن الحارث, عن القاسم, مولى معاوية, قال: سمعت ابن أمّ عبد يقول: ما التقم أحد لقمة أشرّ من اغتياب المؤمن, إن قال فيه ما يعلم فقد اغتابه, وإن قال فيه ما لا يعلم فقد بَهَتَه.
حدثنا أبو السائب, قال: ثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن مسلم, عن مسروق, قال: إذا ذكرت الرجل بما فيه فقد اغتبته, وإذا ذكرته بما ليس فيه فذلك البهتان.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا المعتمر, قال: سمعت يونس, عن الحسن أنه قال في الغيبة: أن تذكر من أخيك ما تعلم فيه من مساوئ أعماله, فإذا ذكرته بما ليس فيه فذلك البهتان.
حدثنا ابن أبي الشوارب, قال: ثنا عبد الواحد بن زياد, قال: ثنا سليمان الشيبانيّ, قال: ثنا حسان بن المخارق " أن امرأة دخلت على عائشة; فلما قامت لتخرج أشارت عائشة بيدها إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, أي أنها قصيرة, فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: اغْتَبْتِها ".
حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا أبو داود, قال: ثنا شعبة, عن أبي إسحاق, قال: لو مرّ بك أقطع, فقلت: ذاك الأقطع, كانت منك غيبة; قال: وسمعت معاوية بن قرة يقول ذلك.

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, قال: سمعت معاوية بن قُرة يقول: لو مرّ بك رجل أقطع, فقلت له: إنه أقطع كنت قد اغتبته, قال: فذكرت ذلك لأبي إسحاق الهمداني فقال: صدق.
حدثني جابر بن الكرديّ, قال: ثنا ابن أبي أويس, قال: ثني أخي أبو بكر, عن حماد بن أبي حميد, عن موسى بن وردان, عن أبي هريرة " أن رجلا قام عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, فرأوا في قيامه عجزا, فقالوا: يا رسول الله ما أعجز فلانا, فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أكَلْتُم أخاكُمْ واغَتَبْتُمُوه ".

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا عثمان بن سعيد, قال: ثنا حبان بن عليّ العنـزيّ عن مثنى بن صباح, عن عمرو بن شعيب, عن معاذ بن جبل, قال: " كنا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, فذكر القوم رجلا فقالوا: ما يأكل إلا ما أطعم, وما يرحل إلا ما رحل له, وما أضعفه; فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: اغْتَبْتُمْ أخاكُمْ, فقالوا يا رسول الله وغيبته أن نحدّث بما فيه؟ قال: بحَسْبِكُمْ أنْ تُحَدِّثُوا عن أخِيكُمْ ما فِيه ".
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا خالد بن محمد, عن محمد بن جعفر, عن العلاء, عن أبيه, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إذَا ذَكَرْتَ أخاكَ بما يَكْرَهُ فإنْ كانَ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ, وَإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ".

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قال: " كنا نحدّث أن الغيبة أن تذكر أخاك بما يشينه, وتعيبه بما فيه, وإن كذبت عليه فذلك البهتان ".
وقوله ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) يقول تعالى ذكره للمؤمنين أيحبّ أحدكم أيها القوم أن يأكل لحم أخيه بعد مماته ميتا, فإن لم تحبوا ذلك وكرهتموه, لأن الله حرّم ذلك عليكم, فكذلك لا تحبوا أن تغتابوه في حياته, فاكرهوا غيبته حيا, كما كرهتم لحمه ميتا, فإن الله حرّم غيبته حيا, كما حرم أكل لحمه ميتا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ) قال: حرّم الله على المؤمن أن يغتاب المؤمن بشيء, كما حرّم المَيْتة.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ) قالوا: نكره ذلك, قال: فكذلك فاتقوا الله.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) يقول: كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدوّدة أن تأكل منها, فكذلك فاكره غيبته وهو حيّ.

وقوله ( وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) يقول تعالى ذكره: فاتقوا الله أيها الناس, فخافوا عقوبته بانتهائكم عما نهاكم عنه من ظنّ أحدكم بأخيه المؤمن ظنّ السوء, وتتبع عوراته, والتجسس عما ستر عنه من أمره, واغتيابه بما يكرهه, تريدون به شينه وعيبه, وغير ذلك من الأمور التي نهاكم عنها ربكم ( إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) يقول: إن الله راجع لعبده إلى ما يحبه إذا رجع العبد لربه إلى ما يحبه منه, رحيم به بأن يعاقبه على ذنب أذنبه بعد توبته منه.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ) فقرأته عامة قرّاء المدينة بالتثقيل ( مَيِّتا ), وقرأته عامة قرّاء الكوفة والبصرة ( مَيْتا ) بالتخفيف, وهما قراءتان عندنا معروفتان متقاربتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

لاحرمك الله الأجر والثواب أخي في الله أبوعبدالله الفاضل
واعلم رحمني الله وإياك إني أحبك في الله
وفقك الله لما يحبه لك ويرضاه عنك
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
توقيع : كريم الجنابي
توقيع : كريم الجنابي
توقيع : كريم الجنابي
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

احبك الله الذي احببتني فيه
واحسن اليك وغفر لك ولوالديك
واثابكم الفردوس الاعلى
 
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

آمين وإياك إن شاء الله أخي الحبيب أبوعبدالله الفاضل
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير
 
بســــــم اللـــه الرحمـــــــــن الرحيــــــــــم
الســــــــــــــــــــــلام عليكــــــــم

oooooo11.gif
 
توقيع : roufaida
جزاك الله خيرا أخي الكريم
 
عودة
أعلى