غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

جهاد النفس ومحاربتها وحرمانها مِن ما تهواه ويؤلم ضميرك أمر صعب على ذوي القلوب الهشه القلوب البعيدة عن ربها، أما أولائك الذين أمامهم وبقلوبهم الله قبل أي شيء يكون الأمر سهلا يسيرا عليهم، لأن من بقلبه الله لا يرضى أن يعصاه أبدا.
شارك من يحبونك في كل شؤونك، فقط من يحبونك حقا، حتى يساعدونك ويعينوا قلبك على جهاد نفسك وصلاح حالك.
جهاد النفس لا يكون فقط في إبعادها عن الشهوات والمحرمات، لا بل جهادك لنفسك أيضا في الإستمرار في عمل الخير حتى وإن كنت أنت فقط الذي تفعله في العالم كله، دعك مِن مَن يقول العالم كله يفعل كذا فلماذا أنا لا أفعل، عجبا لهؤلاء يفعلون الحرام وهم يعلمون أن الحلال بين والحرام بين.
هنا يأتي جهاد النفس الحقيقي، أن تفعل الصواب بين أناس يفعلون الخطء ويحسبونه صواب. أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بكل رِفّق ووِد ولُطف. أن تجاهد ضعفك وتقوي قلبك بالإيمان والبعد عن مداخل الشيطان. كن دوما من المستغفرين التوابين، الله يقبلك في كل وقت وحين، لا تيأس ولا تبتأس من أمرك فإليك رب كريم. ولكن عليك أن تجاهد نفسك أيضا في أن لا تعود مجددا إلى ما لا يرضي ربك ويكدر عيشك. الصحبة الصالحة هي من يعينك على رضوان ربك وابتعادك عن طريق الشيطان.
ما أكثر ملذات الدنيا في وقتنا هذا، ولكن تذكر أن الجنة بها الأكثر والأكثر، بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لذلك بالتأكيد هي تستحق الإنتظار،لأنها هي الأبدية والدنيا زائلة. فعمل في دنياك ما تحب أن تراه بآخرتك.
