راجية الجنةراجية الجنة is verified member.

مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
إنضم
9 نوفمبر 2015
المشاركات
13,274
مستوى التفاعل
44,441
النقاط
28,654
الإقامة
الدُّنيا ظلّ زائل
غير متصل
تعلّم كيف تَحيا l مقالٌ قيّمٌ
بسمِ الله الرّحمن الرحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمة الله تعالى وبركاته


،'

اللهّمّ لك الحَمد حمدًا كثيرًا طيبًّا مُباركًا فيه؛
ملء السّماوات و ملء الأرض،
و ملء ما بينهما،
و ملء ما شئت من شيء بعد.


/
\


،’

مقالٌ؛

أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.


/

%D8%B8%C6%92%D8%B8%D9%B9%D8%B8%D9%BE%D8%B8%D9%B9%D8%B7%C2%A9_%D8%B8%C6%92%D8%B7%DA%BE%D8%B7%C2%A7%D8%B7%C2%A8%D8%B7%C2%A9_%D8%B8%E2%80%A6%D8%B8%E2%80%9A%D8%B7%C2%A7%D8%B8%E2%80%9E.jpg


/
::


~ تعلّم كيف تَحيا l مقالٌ قيّمٌ

أ. أبوأنس-حسين بن سعيد الحسنية.

/

1ffdd1e69a8c3b34019f5a8ce8694990.jpg



7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


تعلّم كيف تَحيا l مقالٌ قيّمٌ

كل مخلوق خلقه الله تعالى إنما خلقه لغاية؛
لأنه لا يخلق خلقه عبثاً ولا يتركهم بعد خلقه لهم هملاً،
وقد بيّن الله تعالى لأحد تلك المخلوقات وهو أعظمها وأكرمها على الإطلاق عنده – الإنسان

الغاية من خلقه فهو الذي قال الله تعالى فيه:
" ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات
وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً " الإسراء 70

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


ومن أهم صور ذلك التقدير والإجلال أن يدرك الإنسان قيمة الحياة؛
التي يعيشها
ويستلذها في أحايين كثيرة بمتعتها ولذّاتها،

وأن يستشعر أيضاً الغاية من وجوده فيها ولماذا أوجده الله بين طيّاتها وبيئاتها وأجوائها وظروفها؟

فإذا أدرك ذلك كله استطاع أن يعمل على أن تكون حياته تلك حياة كريمة تقابل تكريم الله ل،
وأن تكون استجابته للسير نحو الغاية من خلقه تبعاً لمقصود الله من ذلك الخلق،
وحينما يحصل منه كل ذلك يشعُر فعلاً بأنّ عليه أن يتعلم وبشكل مستمر؛
كيف يعيش حياته عزيزاً كريماً، صالحاً مصلحاً، عالماً عاملاً.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


⛔️ إن حياة الإنسان في الدنيا لا تكرر البتّة،
وحياته ميدانه ومنبره ومعمله ومصنعه ومتجره وبيئته ومجتمعه، وهي – أي حياته-
إن لم تكن سلّماً له للانتصار على نفسه وهواه وشيطانه، وللرقي إلى معالي الأمور وقمم الهمم؛

وإلّا هوت به وبكل ما يملك من أفكار وقدرات إلى هوّة الهاوية،
وإن لم تكن خطوات الإنسان في حياته متجهة نحو رضى الله تعالى وليس بعد رضاه إلا الجنة؛
بفعل كل ما أمر به وبترك كل ما نهى عنه بإخلاص وصدق وحسن اتباع؛
وإلّا كانت له مزلقاً خطيراً إلى سوء المصير والعياذ بالله،

وإن لم يكن الإنسان مدركاً لقيمة الحياة وكونها لا تتكرر،
ولأنها ميدان العمل فلا شك أن عاقبته من عدم الإدراك ذلك سيوقعه في دوائر الندم والتحسّر.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


( حَيَوَات ) تجعله أكثر قربا من الله تعالى وأعمق معرفة بنشأته وسيرته ومآله،
وأصدق تحركاً نحو كل قيمة كريمة ونيّة سليمة، وأوضح طريقا ًلمعرفة ذاته وأخلاقه وسلوكياته،
وأقوى عزيمة عند الشدائد والصعاب والأزمات التي تواجهه، وأوسع حكمة في كلامه ورأيه وتجاربه،
وأتقن تعاملاً مع كل مجتمع يعيش بين أفراده وجماعاته.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


وحتى نعرف بعض تلك الـ ( حَيَوَات ) التي تعلّمنا كيف نحيا أذكر بعضا ًمنها،
وأحسب فعلاً أنها من الأهميّة بمكان؛ لأن من بيننا وهم كثر للأسف الشديد؛
لم يعيشوا حياتهم الحقيقية كما يجب
عليهم أن يعيشوها فخسروها،

ولمّا كانت هي خسارتهم الأولى خسروا الثانية وهي خسارتهم للآخرة.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


أقول إنّ من أهمّها وأعظمها عبادة العبد لربه العبادة الحقة فعبادته حياة أخرى؛
يشعر فيها العبد بحلاوة القرب من الله تعالى وبلذة مناجاته وبمتعة الوقوف بين يديه،
وسؤاله وتلاوة آياته والعمل الذي يعمله إخلاصاً لوجهه وابتغاءً في مرضاته.

ومنها تمسكّه بالأخلاق الكريمة وبالقيم النبيلة والمثل السامية واعتزازه بها،
وتعامله مع غيره من خلالها فهي كذلك حياة أخرى يعيشها؛
يجد فيها احتراماً منه لشخصه لأنه هذّبها بتلك الأخلاق وصقلها بتلك القيم وزكّاها بتلك المثل.


7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


ومنها سعيه الدؤوب وإقدامه الحثيث نحو إصلاح مجتمعه وأمّته؛
من خلال دعوة أفراد ذلك المجتمع وكيانات تلك الأمة إلى كل خير وفضيلة،
وهذه حياة كريمة لأنه يعيش فيها فضل الإصلاح وعظم الدعوة إلى الله كعبادة؛
يتقرب إلى الله من خلالها ويضع نفسه قدوة لغيره في الخير ومؤثراً لهم بالعمل الصالح والنافع.

وبإمكانك أن تضيف على الأنواع الثلاثة من أنواع ( الحَيَوَات ) أنواعا ًأخرى؛
تعتقد أنك تتعلم من خلالها كيف تجعل من حياتك الحقيقية حياة مليئة بحيوات أخرى؛
تنعم في العيش بها وتستثمرها حق الاستثمار فتفوز بأجري الحياة الدنيا والحياة الآخرة.

إن من يعيش تلك ( الحَيَوَات ) والتي تأتي ضمن الحياة الأم؛
تتكون له الشخصية المتزنة المنضبطة والتي تعيش تلك ( الحَيَوَات ) المختلفة؛
لتشكّل جميعها مشروعا ًمتكاملاً في جوانبه وحيثياته.

فحياته الإيمانية تتعلق بكل ما بينه وبين ربه من عبادات وطاعات وإيمانيات وغيرها،
وحياته الأخلاقية تتعلق بكل ما بينه وبين أخلاقه وقيمه ومثله في العناية بها،
والسعي للتمسّك بها والمحافظة عليها, وحياته الدعوية؛
تتعلق بكل ما بينه وبين مجتمعه وأمته من جهة سعيه لئن يكون صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره،
وأن يستشعر قيمة رسالته وأهميتها.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


وكما قلت: الحياة واحدة لن تتكرر وهي ميدان لكل ما تستطيع تقديمه،
وبذله وأنت لازلت تتنفس فاملأها بـ ( حَيَوَات ) كثيرة تعيشها جميعها؛
بكل اعتزاز بربك ودينك وبكل تمسّك بأخلاقك وقيمك ومثلك،
وبكل بذل وعطاء وإصلاح ودعوة لمجتمعك وأمتك .


7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


.................

تعلّم كيف تَحيا l مقالٌ قيّمٌ

~ تمّ بحمدِ الله تعالى.

مُقتضبٌ مِن المَصدرُ/
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



388104.png


............................

,’

اللّهمّ علّمنا ما يَنفعنا،
وانفَعنا بِما علّمتنا، وزِدنا عِلمًا؛ آمينَ.



gallery_1238042588.gif
 

توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.
ياأختى الفاضلة لا استطيع الا ان اقول جزاكى الله كل خير على ماتقدميه لنا من روائع وعبر
وفقك الله وجعلكى من سكان جنته يارب
 
توقيع : fathy100
بارك الله فيكم واحسن اليكم ونفع بكم الجميع
 
مقال مفيد جدا
جزاكي الله خيرا وبارك فيكي وجعله بميزان حسناتك اللهم أمين
 
توقيع : zeinab bahaa
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق
جزاك الله خيرا على الموضوع المميز .... تحياتي
 
بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك
 
بارك الله فيك
 
توقيع : roufaida
عودة
أعلى