الداعية أبوعبدالله

زيزوومي VIP
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
إنضم
9 مايو 2010
المشاركات
4,914
مستوى التفاعل
6,531
النقاط
5,470
الإقامة
كل بلاد العرب أوطاني
غير متصل
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله الذي لايحمد سواه , والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وسلّم وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور



إخواني اخواتي في الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



159298861727661.jpg






في هذا المقال أتحدث عن دور المرأة في حماية المشروع الإسلامي، فالدعوة هي المشروع الإسلامي، التي ملأت على الصحابة كيانهم، فقدموها على أنفسهم وأهليهم، ولم يكن أحد منهم يتصور حياته بدون هذا النور العظيم، فقد كان المجتمع ميتا قبل هذه الدعوة، قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:122)، ولذلك كانوا على استعداد، للتضحية بأنفسهم، من أجل دين الله، لا يقدمون عليه نفسا، ولا مالا، ولا ولدا، وحماية هذا المشروع يحتاج جهدا مضاعفا من المجتمع المسلم







، وقد سجل للمرأة مواقف مشرفة في هذا الجانب، وهي كما يلي:

إعلان الإسلام واحتمال الأذى

لقد احتمل المسلمون الأذى في سبيل الله، فشكلوا بذلك درعا واقيا للدعوة، فلم يتراجعوا رغم شدة المحنة، ولم يخذلوا الدعوة رغم صعوبة التحديات، ومن هؤلاء آل ياسر، الذين صبروا ابتغاء وجه الله، حتى وعدهم رسول الله بالجنة، لشدة ما وجدوا في سبيل الله، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه اجمعين بعمار وأهله وهم يعذبون، فقال: "صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة".





ومن هذه العائلة المؤمنة، برزت سمية، السيدة الطاعنة في العمر، التي تواجه الأذى بقوة وصلابة، فيشتمها أبو جهل، ويطعنها بحربته، فكانت أول شهيدة في الإسلام. ولكن لماذا تجد هذه العائلة هذا العذاب الأليم، حتى يطيش صواب أبو جهل، فيشتم امرأة عجوز، ثم يقتلها؟ لأن سمية وابنها عمار، كانا من السابقين إلى إعلان إسلامهم، فقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء، أن أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه أجمعين وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وبلال، وصهيب، والمقداد. سمية تتحدى جيش الباطل، فتعلن إسلامها؛ لتساهم في إعلاء كلمة الله، واحدة من السبعة الأوائل، الذين وضحوا حقيقة الإسلام، إنها داعية إلى الله بإعلان إسلامها، ومجاهدة بصبرها على الأذى، وقاهرة للجاهلية بعدم الردة عن دينها، وتخيل لو أن كل مسلم ومسلمة، تراجعوا تحت ضغوط التعذيب والاضطهاد، فكيف سيكون حال الدعوة؟





قدمت سمية روحها في سبيل الله؛ لتثبت مبدأ مهما، وهو أن الدعوة أغلى من الروح، فلم تمنحهم ما يريدون بقلبها ولا حتى بلسانها، فكان سبقا لها، فقتلت وقتل زوجها ياسر، وهما أول شهيدين في الإسلام، كما أورد القرطبي في تفسيره. تعلق حصة الزيد على ذلك في بحثها: " مواقف من مكانة المرأة في السيرة النبوية"، فتقول: "وهذا سبق رابع للمرأة تقدمت فيه على الرجال، فالمرأة جاءت في المرتبة الأولى في أربعة مواطن متتابعة هي الأهم في هذه الدعوة المباركة، فهي أول من خوطب، وأول من استجاب، وأول من نصر هذا الدين (أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها هي المقصودة في المواطن الثلاثة)، وأول من استشهد فهذا بحق يعد تكريماً عظيما للمرأة".





أما من عذبوا في سبيل الله، فهم كما جاء في الرحيق المختوم: "النهدية وابنتها، وأم عبيس، كما عذبت جارية عمر بن مؤمل، من بني عدى، فكان عمر بن الخطاب يعذبها، وهو يومئذ على الشرك، فكان يضربها حتى يفتر، ثم يدعها ويقول: والله ما أدعك إلا سآمة، فتقول: كذلك يفعل بك ربك. وكذلك عذبت زنيرة، وهي أمة رومية، وأصيبت في بصرها حتى عميت، فقيل لها: أصابتك اللات والعزى، فقالت: لا والله ما أصابتني، وهذا من الله، وإن شاء كشفه، فأصبحت من الغد وقد رد الله بصرها، فقالت قريش: هذا بعض سحر محمد".





إنه استعلاء زنيرة رضي الله عنها بإيمانها، يصاب بصرها، ولا يصاب قلبها، وهي على يقين أن ما أصابها قدره الله تعالى، تعظيما لشأنها، ورفعة لدرجتها، وأن قريش وآلهتها لا تملك لنفسها ولا لغيرها، ضرا ولا نفعا، ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا، ولابد أن تقتفي المرأة الفلسطينية النهج ذاته، فلا يتزحزح إيمانها، عندما تتعرض للأذى من عدوها، بل تبدو هي الثابتة، وهو المهزوز، وهي المنتصرة، وهو المخذول.





وهذه فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها وعن أبيها ، تكون سببا في إسلام أخيها عمر، يرويها ابن إسحاق في سيرته، فحينما علم عمر بإسلامها وزوجها، بطش بزوجها سعيد بن زيد بن نفيل، فحاولت فاطمة أن تحجز عمر عن زوجها، فنفحها بيده فشجها فلما رأت الدم قالت: "هل تسمع يا عمر؟ أرأيت كل شيء بلغك عني مما يذكر من تركي آلهتك وكفري باللات والعزى فهو حق، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فائتمر أمرك واقض ما أنت قاض"، فلما رأى ذلك تألم لحالها، وطلب الصحيفة التي كانت معهم، ولما رأت حرصه عليها أمرته أن يغتسل، فقرأ من سورة طه، فأعلن إسلامه بين يدي رسول الله.





كانت صلبة في مواجهة عمر، لم تتراجع عن حقها في اختيار الطريق الحق، وفي الوقت ذاته تأمل بأن يشرح الله قلبه للإسلام، فتعطيه الصحيفة، بعد أن تطهر، وهنا نرى أن قوة المرأة في ضعفها، وفاطمة أحسنت استثمار ضعفها، فتحولها إلى طاقة إيجابية، فينتقل عمر من غلظة الكفر، إلى سماحة الإسلام، ومن الحرب على الإسلام، إلى نصرة الحق وإعلاء شأنه.



تأسيس قاعدة جديدة

ذكر ابن كثير في البداية والنهاية، أن الهجرة الأولى كانت إلى الحبشة في رجب سنة خمس من البعثة، وكان عدد المهاجرين أحد عشر رجلا وأربع نسوة، وقيل: وامرأتان، وقيل: كانوا اثني عشر رجلا وقيل: عشرة، كما في فتح الباري شرح صحيح البخاري.

أما عدد المهاجرين في الهجرة الثانية، فكانوا ثلاثة وثمانين رجلاً، ومن النّساء تسع عشرة امرأة، وفق مختصر سيرة الرسول صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه أجمعين، وقال ابن جرير الطبري: كانوا اثنين وثمانين رجلا سوى نسائهم وأبنائهم، وشك في عمار بن ياسر، هل كان فيهم؟ وبه تكتمل العدة ثلاثة وثمانين، وقيل: إن عدة نسائهم كانت ثماني عشرة امرأة.

ولكن لماذا حماية الدعوة؟

يجيب منير الغضبان بقوله: "لأن النبي صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه اجمعين كان يبحث عن قاعدة أخرى غير مكة، قاعدة تحمي هذه العقيدة وتكفل لها حرية الدعوة، وحماية المعتنقين لها من الاضطهاد والفتنة، يقول منير الغضبان: "فلم نعلم أن رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه اجمعين قد بعث في طلب مهاجرة الحبشة حتى مضت هجرة يثرب، وبدر وأحد والخندق والحديبية… لقد بقيت يثرب



معرضة لاجتياح كاسح من قريش خمس سنوات، وكان آخرها هذا الهجوم والاجتياح في الخندق.. وحين اطمأن رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه أجمعين إلى أن المدينة قد أصبحت قاعدة أمينة للمسلمين، وانتهى خطر اجتياحها من المشركين، عندئذ بعث في طلب المهاجرين من الحبشة".

وإلى هنا أستكفي بما قدمت من نساء بعصر النبوة بجزءه الثالث والأخر , بالطبع لن يكفيني مجلدآ لأسرد عليكم فضل النساء بعص النبوة , ولكني اكتفيت بهذا القدر

وأسأل الله أن أكون وفقت ببعض من حقوق المراة المسلمة بالاسلام ونساء بعصر النبوة

هذا والله تعالى أعلى واعلم

إن أحسنت فمن فضل الله سبحانه وتعالى , وإن أسأت فمن نفسي والشيطان

سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

8 ذو القعدة 1441 هجري

الأثنين . 29.6.2020 ميلادي



محبكم في الله الفقير إلى الله أبوعبدالله
 

توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك أخى الكريم أبوعبدالله وزادك الله من علمة وشكرا لك على هذة المقالة الرائعة
 
توقيع : aelshemy

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله أخي الحبيب الفاضل حفظك الله ورعاك من كل مكروه
وبِك بارك الله وشاكر لك حسن ردك الجميل , هذا من بعض من عندكم أخي الحبيب
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك اخي الكريم ابوعبدالله
نسلم وماقصرت على المجهود الكبير والمميز
جزاك الله كل خير واحسن اليك
 
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

أولا اعتذر عن التأخر بالرد لضروف خارجة عن إرادتي
حياك الله اخي الحبيب أبوفيصل الفاضل حفظك الله ورعاك من كل مكروه
وبِك بارك الله , سلّمك الله من كل سوء , العفو اخي الحبيب وأشكر لك حسن ردك الجميل وثنائك الجميل
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله اخي الغالي أسير الشوق الفاضل حفظك الله ورعاك من كل مكروه
والشكر لك لحسن ردك الجميل , بارك الله فيك
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله أخي في الله الفاضل حفظك الله من كل مكروه
وإياك إن شاء الله , وبِك بارك الله وشاكر لك حسن ردك الجميل
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
عودة
أعلى