الداعية أبوعبدالله

زيزوومي VIP
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
إنضم
9 مايو 2010
المشاركات
4,914
مستوى التفاعل
6,531
النقاط
5,470
الإقامة
كل بلاد العرب أوطاني
غير متصل
الحمدلله الذي لايحمد سواه والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ومن تبعهم بإحسان الى يوم يبعثون
إخواني وأخواتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

10 كلمات

كثيرا ما يتلفظ الآباء والأمهات بكلمات لا يحسبون لها حسابا، ولكنها تدمر الأهداف التربوية التي ينشدونها، فالكلمة هي أساس التربية، ونحن نوجه أبناءنا بالكلام ونحاسبهم بالكلام ونشجعهم بالكلام ونمدحهم بالكلام ونغضب عليهم بالكلام، فتربية الأبناء إما بالكلام أو بالأفعال وفي الحالتين هي كلام، فالكلام حوار لفظي والأفعال حوار غير لفظي، فالموضوع إذن كله كلام بكلام وهذه هي التربية.
ومن خلال تجاربي في حل المشاكل التربوية اكتشفت أن أكثر ما يساهم في انحراف الأبناء سوء استخدام الألفاظ والكلام، ومنذ يومين جلست مع شاب هارب من بيته لأستمع لمشكلته التربوية مع والديه وكان ملخصها في الكلام السيئ الذي يسمعه منهما، وفتاة اشتكت لي الحال من انحرافها وهي غير راضية عن نفسها ولكنها أرادت أن تنتقم من سوء كلام والديها لها، وقد جمعت بهذا المقال الأمراض التربوية في اللسان بعشر كلمات تدمر نفسية الأبناء وتشجعهم على الانحراف وهي كالتالي:

٭ أولا: الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات مثل «حمار، كلب، ثور، تيس، يا حيوان،...»، أو تشتم اليوم الذي ولد فيه.

٭ ثانيا: الإهانة من خلال الانتقاص منه بأوصاف سلبية مثل أنت «شقي، كذاب، قبيح، سمين، أعرج، حرامي< والإهانة مثل الجمرة تحرق القلب.

٭ ثالثا: المقارنة وهذه تدمر شخصية الطفل، لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر، والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله يكره من يقارن به.

٭ رابعا: الحب المشروط كأن تشترط حبك له بفعل معين مثل «أنا ما أحبك لأنك فعلت كذا، أحبك لو أكلت كذا أو لو نجحت وذاكرت» فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير محبوب ومرغوب فيه، وإذا كبر يشعر بعدم الانتماء للأسرة لأنه كان مكروها فيها عندما كان صغيرا، ولهذا الأطفال يحبون الجد والجدة كثيرا لأن حبهما غير مشروط.

٭ خامسا: معلومة خاطئة مثل «الرجل لا يبكي، اسكت بعدك صغير، هذا الولد جنني، أنا ما أقدر عليه، الله يعاقبك ويحرقك بالنار».

٭ سادسا: الإحباط مثل «أنت ما تفهم، اسكت يا شيطان، ما منك فايدة».

٭ سابعا: التهديد الخاطئ «أكسر راسك، أشرب دمك، أذبحك».

٭ ثامنا: المنع غير المقنع مثل نكرر من قول لا لا لا ودائما نرفض طلباته من غير بيان للسبب.

٭ تاسعا: الدعاء عليه مثل «الله يأخذك، عساك تموت، ملعون».

٭ عاشرا: الفضيحة وذلك بكشف أسراره وخصوصياته فهذه عشر كاملة وقد اطلعت على دراسة تفيد بأن الطفل إلى سن المراهقة يكون قد استمع من والديه الى ستة عشر ألف كلمة سيئة من الشتائم، إلا ان الدراسة لم ترصد لنا إلا نوعا واحدا من الأمراض اللسانية والتي ذكرناها، فتخيلوا معي طفلا لم يبلغ من العمر ثماني سنوات وفي قاموسه أكثر من خمسة آلاف كلمة مدمرة فإن أثرها عليه سيكون أكبر من أسلحة الدمار الشامل فتدمر حياته ونفسيته.

وقد لخص لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هذا المقال كله بأربع كلمات وهي في قوله صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» فالأصل أن نتجنب هذه الرباعية السلبية وأن نستبدلها برباعية إيجابية أخرى مع أبنائنا فنركز على الحب والتشجيع والمدح والاحترام.

فالكلمة الطيبة أهم من العطية قال تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) ونحن نعطي أولادنا كل شيء من طعام وألعاب وترفيه وتعليم ولكننا نحرقهم وندمرهم بالكلام وهذا خلاف المنهج القرآني، وقد اكتشف العلماء المعاصرون أن «الكلمة الطيبة والصدقة» لهما نفس الأثر على الدماغ.

فلنحرص على انتقاء الكلام في بيوتنا فللكلمة أثر عظيم، فالقرآن الكريم أصله كلمة، والإنسان يدخل في الإسلام ويخرج منه بكلمة، والأعزب ينتقل للحياة الزوجية ويخرج منها بكلمة، فلا نستهين بالكلمة ولنحرص عليها وعلى الكلمة المؤثرة التي تساهم في بناء أطفالنا وتنميتهم، فبالكلام نصنع السلام والوئام ويكون أبناؤنا تمام التمام


البحث عن طريق مراجع أحاديث ومراجع نفسية

والله أعلم

محبكم في الله أبوعبدالله
 

توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك
 
توقيع : aelshemy
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

وفيك بارك الله اخي في الله وإياك إن شاء الله وحياك الله
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله أخي في الله سرني حضروك الكريم
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
بسم الله ما شاء الله
مقال في غاية الروعة والجمال
وبالفعل أخي الحبيب لاحظت هذا في كثير من الأماكن وكثير من الأُسر وهي التعامل مع أطفالهم بهذه الطريقة
مما يسبب لهم دمار نفسي, ليس هذا فحسب, بل في بعض الأحيان تبلغ الإهانة مبلغها فيرد الطفل على والديه بأقبح ما تم شتمه به
لكي ينتقم منهما
للأسف إهمال الأمة للعلوم التربوية الصحيحة أدا إلى كثير من المشاكل النفسية لدا الأطفال وبعدها عندما يكبرو يستغرب الآباء إنحرافهم وبعدهم عنهم
والله المستعان
 
توقيع : MesterPerfectMesterPerfect is verified member.
جزاك الله كل خير
على هذا المقال الطيب والقيم
نفع الله به الجميع
آمين
:rose:
 

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

أحسنت أحسن الله إليك أخي الحبيب ومشرفنا الفاضل ردك متميز ولعل هذا الجيل يحل هذه المشكلة ويتفهمها جيدآ مع أبنائهم
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

وإياك أخي الحبيب وأدارينا العام وبارك الله فيك لردك الكريم وآمين يارب العالمين
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك ياابوعبدالله على المشاركه القيمه والمفيده

وفقك الله لكل خير ونفع بك
 

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

وفيك بارك الله اخي نموور الحبيب , وإياك إن شاء الله
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
جزاك الله خيرا على هذا الطرح الجميل اخي …..

وتقبل مني وافر الشكر والاحترام الشديد لشخصك الكريم
 
توقيع : ziad zoud

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

وإياك أخي في الله ومشرفنا الغالي , ومني لك فائق التقدير والاحترام وسرني ردك الكريم
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
عودة
أعلى