راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بأيِّ شيء تدخل الجنة؟ l مقالٌ قيّمٌ
إخوتي في الله؛ رُوّاد
مقالٌ قيم؛ عسى أن ننفع منهِ جميعًا.
::
بأيِّ شيء تدخل الجنة؟ l مقالٌ قيّمٌ
::
بأيِّ شيء تدخل الجنة؟ l مقالٌ قيّمٌ
أسئلة استوقفتني ، ثم سألت نفسي سؤالا !
استَوقَفَنِي سؤالُ النبي صلى الله عليه وسلم لِبَشير بنِ الْخَصَاصِيّة :
فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا ؟ وسأقِف معه لاحِقًا .
واستَوقَفَتْنِي هذه الآية :
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) .
بأي شيء تدخل الجنة ؟
قال ابنُ رجبٍ : وَقَدْ وَرَدَ تَرَتُّبُ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَلَى فِعْلِ بَعْضِ هَذِهِ الأَعْمَالِ كَالصَّلاةِ ؛
فَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ : مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ لِوَقْتِهَا كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ،
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ .
وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ ذِكْرِ السَّبَبِ الْمُقْتَضِي الَّذِي لا يَعْمَلُ عَمَلَهُ إِلاَّ بِاسْتِجْمَاعِ شُرُوطِهِ ،
وَانْتِفَاءِ مَوَانِعِهِ ؛ وَيَدُلُّ هَذَا عَلَى مَا خَرَّجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ رضي الله عنه ،
قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لأُبَايِعَهُ ، فَشَرَطَ عَلَيَّ : شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَأَنْ أُوتِيَ الزَّكَاةَ ، وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الإِسْلامِ ،
وَأَنْ أَصُومَ رَمَضَانَ ، وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
فَأَمَّا اثْنَتَانِ فَوَاللَّهِ مَا أُطِيقُهُمَا : الْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ
، فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ ، ثُمَّ حَرَّكَهَا ،
وَقَالَ : فَلا جِهَادَ وَلا صَدَقَةَ ؟ فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا ؟
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُبَايِعُكَ ، فَبَايَعْتُهُ عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ .
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ لا يَكْفِي فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ هَذِهِ الْخِصَالُ بِدُونِ الزَّكَاةِ وَالْجِهَادِ .
وفي وَصيةِ الحبيبِ صلى الله عليه وسلم : كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ .
وَكَان ابْنُ عُمَرَ يَقُول : إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ ،
وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . رواه البخاري .
وبعض الناس يَحفَظ : اعمَلْ لِدُنياك كأنك تَعيش أبدا ،
واعمَلْ لآخِرتِكَ كأنك تموت غدا ! وهذا لا أصل له .
إيّاكَ والاغتِرارَ :
ففي حديثِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ رضي الله عنه أنه تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ،
ثُمَّ قَال : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَهُوَ فِي هَذَا المَجْلِسِ ،
فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الوُضُوءِ ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ،
ثُمَّ جَلَسَ ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . قال : وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَغْتَرُّوا .
رواه البخاري ومسلم .
قال ابنُ بَطّالٍ : نَهَى اللهُ عبادَه عنِ الاغترارِ بالحياةِ الدنيا وزُخرُفِها الفَانِي ،
وعنِ الاغترارِ بالشيطانِ ، وبيّنَ لنا تعالى عَدَاوتَه لَنَا لئلا نَلتَفِتَ إلى تَسْويلِه وتَزيِينِه لَنَا الشّهواتِ الْمُرْدِيَة ،
وحَذّرَنا تعالى طاعتَه ، وأخْبَر أنَّ أتْبَاعَه وحِزْبَه مِن أصحابِ السعيرِ ، والسعيرُ : النارُ .
فَحَقٌّ على المؤمِنِ العاقِلِ أنْ يَحْذَرَ ما حَذَّرَه مِنه رَبُّه عَزّ وَجَلّ ونَبِيُّه صلى الله عليه وسلم ،
وأنْ يكونَ مُشْفِقًا خَائفًا وَجِلاً ، وإنْ واقَعَ ذَنبًا أسْرَعَ النّدَمَ عليه والتوبَةَ منه ، وعَزَمَ ألاّ يَعودَ إليه ،
وإذا أتَى حَسَنَةً استَقَلّها واستَصْغَرَ عَمَلَه ، ولم يُدِلَّ بها .
وقَال الحسنُ البصريُّ : مَنْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ أَنَّهُ يَمْكُرُ بِهِ ، فَلا رَأْيَ لَهُ ...
ثُمَّ قَرَأَ: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ).
قَالَ الْحَسَنُ: مَكَرَ بِالْقَوْمِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ؛
أُعْطُوا حَاجَتَهُمْ ثُمَّ أُخِذُوا. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في تفسيره .
ومِن هَوانِ الإنسانِ على اللهِ : أن يُمكّنَ مِن المعصيةِ ، ولا يُمنَعَ مِنها ، ولا يُحجَزَ عنها .
قال الحسنُ البصريُّ في أهْلِ الْمَعَاصِي : هَانُوا عليه فَعَصَوه ، ولو عَزُّوا عليه لَعَصَمَهم .

إخوتي في الله؛ رُوّاد
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
مقالٌ قيم؛ عسى أن ننفع منهِ جميعًا.
::
بأيِّ شيء تدخل الجنة؟ l مقالٌ قيّمٌ
::
بأيِّ شيء تدخل الجنة؟ l مقالٌ قيّمٌ
أسئلة استوقفتني ، ثم سألت نفسي سؤالا !
استَوقَفَنِي سؤالُ النبي صلى الله عليه وسلم لِبَشير بنِ الْخَصَاصِيّة :
فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا ؟ وسأقِف معه لاحِقًا .

واستَوقَفَتْنِي هذه الآية :
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) .
بأي شيء تدخل الجنة ؟
قال ابنُ رجبٍ : وَقَدْ وَرَدَ تَرَتُّبُ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَلَى فِعْلِ بَعْضِ هَذِهِ الأَعْمَالِ كَالصَّلاةِ ؛
فَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ : مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ لِوَقْتِهَا كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ،
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ .
وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ ذِكْرِ السَّبَبِ الْمُقْتَضِي الَّذِي لا يَعْمَلُ عَمَلَهُ إِلاَّ بِاسْتِجْمَاعِ شُرُوطِهِ ،
وَانْتِفَاءِ مَوَانِعِهِ ؛ وَيَدُلُّ هَذَا عَلَى مَا خَرَّجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ رضي الله عنه ،
قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لأُبَايِعَهُ ، فَشَرَطَ عَلَيَّ : شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَأَنْ أُوتِيَ الزَّكَاةَ ، وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الإِسْلامِ ،
وَأَنْ أَصُومَ رَمَضَانَ ، وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
فَأَمَّا اثْنَتَانِ فَوَاللَّهِ مَا أُطِيقُهُمَا : الْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ
، فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ ، ثُمَّ حَرَّكَهَا ،
وَقَالَ : فَلا جِهَادَ وَلا صَدَقَةَ ؟ فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا ؟
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُبَايِعُكَ ، فَبَايَعْتُهُ عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ .
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ لا يَكْفِي فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ هَذِهِ الْخِصَالُ بِدُونِ الزَّكَاةِ وَالْجِهَادِ .
وفي وَصيةِ الحبيبِ صلى الله عليه وسلم : كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ .
وَكَان ابْنُ عُمَرَ يَقُول : إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ ،
وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . رواه البخاري .
وبعض الناس يَحفَظ : اعمَلْ لِدُنياك كأنك تَعيش أبدا ،
واعمَلْ لآخِرتِكَ كأنك تموت غدا ! وهذا لا أصل له .

إيّاكَ والاغتِرارَ :
ففي حديثِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ رضي الله عنه أنه تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ،
ثُمَّ قَال : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَهُوَ فِي هَذَا المَجْلِسِ ،
فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الوُضُوءِ ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ،
ثُمَّ جَلَسَ ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . قال : وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَغْتَرُّوا .
رواه البخاري ومسلم .

قال ابنُ بَطّالٍ : نَهَى اللهُ عبادَه عنِ الاغترارِ بالحياةِ الدنيا وزُخرُفِها الفَانِي ،
وعنِ الاغترارِ بالشيطانِ ، وبيّنَ لنا تعالى عَدَاوتَه لَنَا لئلا نَلتَفِتَ إلى تَسْويلِه وتَزيِينِه لَنَا الشّهواتِ الْمُرْدِيَة ،
وحَذّرَنا تعالى طاعتَه ، وأخْبَر أنَّ أتْبَاعَه وحِزْبَه مِن أصحابِ السعيرِ ، والسعيرُ : النارُ .
فَحَقٌّ على المؤمِنِ العاقِلِ أنْ يَحْذَرَ ما حَذَّرَه مِنه رَبُّه عَزّ وَجَلّ ونَبِيُّه صلى الله عليه وسلم ،
وأنْ يكونَ مُشْفِقًا خَائفًا وَجِلاً ، وإنْ واقَعَ ذَنبًا أسْرَعَ النّدَمَ عليه والتوبَةَ منه ، وعَزَمَ ألاّ يَعودَ إليه ،
وإذا أتَى حَسَنَةً استَقَلّها واستَصْغَرَ عَمَلَه ، ولم يُدِلَّ بها .

وقَال الحسنُ البصريُّ : مَنْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ أَنَّهُ يَمْكُرُ بِهِ ، فَلا رَأْيَ لَهُ ...
ثُمَّ قَرَأَ: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ).
قَالَ الْحَسَنُ: مَكَرَ بِالْقَوْمِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ؛
أُعْطُوا حَاجَتَهُمْ ثُمَّ أُخِذُوا. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في تفسيره .
ومِن هَوانِ الإنسانِ على اللهِ : أن يُمكّنَ مِن المعصيةِ ، ولا يُمنَعَ مِنها ، ولا يُحجَزَ عنها .
قال الحسنُ البصريُّ في أهْلِ الْمَعَاصِي : هَانُوا عليه فَعَصَوه ، ولو عَزُّوا عليه لَعَصَمَهم .

وأعظَمُ العقوبة : أن يُعاقَبَ الإنسانُ ، وهو لا يَشعُر ، أو يَعيش وهو بِاللهِ مُغْتَرّ .
قال ابنُ الجوزيِّ :
اعْلَمْ أنه مِن أعظمِ الْمِحَنِ : الاغترارُ بالسلامةِ بعد الذَّنْبِ ، فإنَّ العقوبةَ تتأخّرُ .
ومِنْ أعظمِ العقوبةِ ألاّ يُحِسَّ الإنسانُ بها ، وأنْ تكونَ في سَلْبِ الدِّينِ ،
وطَمْسِ القلوبِ ، وسُوءِ الاختيارِ للنَّفْسِ ، فيكونَ مِن آثارِها : سَلامَةُ البَدَنِ ، وبُلوغُ الأغراضِ .
قال بعضُ الْمُعْتَبِرِين : أطْلَقْتُ نَظَري فيما لا يَحلُّ لي ،
ثم كنتُ أنتظِرُ العقوبةَ ، فأُلْجِئتُ إلى سَفَرٍ طَويلٍ ، لا نِيّةَ لي فيه ، فَلَقِيتُ الْمَشَاقَّ ،
ثم أعْقَبَ ذلك: مَوْتُ أعزِّ الْخَلْقِ عندي، وذهابُ أشياءَ كان لها وَقْعٌ عظيمٌ عندي ،
ثم تَلافَيْتُ أمْري بالتوبةِ ، فَصَلُحَ حَالي .

قِفْ مع نَفْسِك وحَاسِبْها قبلَ أنْ تُحاسَبَ :
إذا رأيتَ في نفسِك خِفّةً على اللهوِ والمعصيةِ ، وتَثاقُلا عنِ الطاعةِ ؛ فابكِ نَدَمًا ،
واستَعْتِب ربَّك قبل النَّدَمِ والْحَسَراتِ ، فإنه سيُقالُ لأقْوامٍ :
(وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)
فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) .
قال الحسنُ : اعلمْ أنك لنْ تُحِبَّ اللهَ حتى تُحِبَّ طاعَتَه .
وسُئلَ ذو النون : متى أُحِبُّ رَبّي ؟
فقال : إذا كانَ ما يُبغِضُه عندَك أمَرَّ مِنَ الصَّبِر .
انظُرْ إلى نفسِك : مِن أيِّ الفريقين أنت ؟

سَتَذهبُ الدنيا ، ويَبقى الأثرُ : صالِحًا كانَ أو فاسِدًا .
قال قُسُّ بنُ سَاعِدَةَ :
فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ
لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ
وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا يَسْعَى الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرْ
لا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ وَلا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ
أَيْقَنْتُ أَنِّي لا مَحَالَةَ حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ

اللهم رُحمَاك يوم تُبلَى السرائرُ
قال ابنُ كثيرٍ في قولِه تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ).
أَيْ : تَظْهَرُ الْمُسْتَتِرَاتُ وَالْمَكْنُونَاتُ وَالضَّمَائِرُ . اهـ .
ولا يَعني هذا أنْ ييأسَ الإنسانُ ، ولا أنْ يَقنَطَ مِن رحمةِ ربِّه تبارَك وتعالى ،
وإنما يَعني أنْ يكونَ على وَجَلٍ وخَشْيَةٍ .
وكان السَّلَفُ يُرجِّحُون جانبَ الخوفِ حالَ الصِّحّةِ ،
ويُرجِّحُون جانبَ الرجاءِ حالَ المرضِ والاحتضارِ .
وخِتَامُ القَولِ ومِسْكُه قولُه جَلّ شأنُه :
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .
قال القرطبيُّ : أَيْ دَارُ الْحَيَاةِ الْبَاقِيَةِ الَّتِي لا تَزُولُ وَلا مَوْتَ فِيهَا . اهـ .
الرياض – محرم 1441 هـ


بأيِّ شيء تدخل الجنة؟ l مقالٌ قيّمٌ
....................
المَزيد في المصدر/
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
اللهمّ اكتُبنا وإخوتي ووالدينا ووالديهم من سُعداء الدّارين؛ آمينَ.
وفّقكم اللهُ.
