راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
كتاب،
الانضباحدّثوني فكتبتُ!ط الذّاتي طريق العظمة l مُلخّص
الانضباحدّثوني فكتبتُ!ط الذّاتي طريق العظمة l مُلخّص

إخوتي في الله؛ رُوّاد القِسم العامّ للمواضيع العامّة؛
مقال قيّم مُنتَقى؛
عسى أن ننفع منهِ جميعًا.
::
حدّثوني فكتبتُ!
::
حدّثوني فكتبتُ!
::
كتبت فيما مضى مقالة جمعت فيها عددًا من المواقف؛
التي حدثني عنها أصحابها ثمّ نشرتها مختصرة على حسابي في تويتر؛
فقال لي أحد القراء مثنيًا على الفكرة: كم نحن بحاجة إلى إعادة الفائدة لمجالسنا،
فقد أكلت وسائل التواصل والاهتمامات الأقل أهمية حلاوة المجالس،
وحولتها إلى صمت مفزع، أو نقاشات ذات محتوى تهفو النفس إلى ما هو أرقى منه.
فقد حدثني جاري قائلًا: ذهبت إلى المستشفى متألمًا من النقرس،
وكنت أتوكأ بيميني على عصاي، ويعضدني السائق من يدي اليسرى،
وحين دخلت على الطبيب أنصت إليّ بعناية ثمّ تبسم وقال: أمرك يسير وسيزول،
وكتب لي الدواء وأحالني لغرفة التمريض، فقمت من عنده أمشي بنشاط ووصلت للغرفة؛
ثمّ اكتشفت أني أمشي بلا عصا ولا عضيد! وهذا أثر الكلمة الطيبة المتفائلة،
وهي مجانية وتحفيزية وأجر لصاحبها.
كما زرت مريضًا فحدثني أن زميله أجرى عملية خطيرة في القلب قبل عقود،
فذهب لعيادته والدعاء له وتطمينه، فقال له زميله: نحن في عافية وغفلة ،
ولا بد من مثل هذه "القرصة" لنستيقظ، وما أحوجنا إلى مثل هذه القراءة الإيجابية للأحداث المؤلمة؛
فالتقاط نقطة ضوء في عتمة حالكة يمنح الأمل ويبشر بالفرج.
بينما حدثني آخر فقال: أصيب صاحبي بالسرطان فذهب إلى أمريكا للعلاج،
وكان طبيبه الكبير يقف عند باب غرفته؛ فإن رآه منشرحًا مبتسمًا ؛
دخل عليه وإلّا انصرف عنه قائلًا: لا أريد أن أراك متكدرًا؛
فرباطة جأشك جزء من العلاج، فما أكمل آثار الإيمان بالقضاء والقدر؛
مع الرضا الجميل بخيرة ربنا وأمره؛ فهي قوة وانشراح وطمأنينة.
أيضًا أنبأني رجل صالح عن قصة وقعت له فقال: أُدخلت جدتي للعناية المركزة،
وقال الأطباء: بعض أجهزتها توقف، والأسوأ متوقع!
ويكمل: أسرعت فاشتريت عدة سلال غذائية ووزعتها على بيوت فقيرة؛
بنية شفاء جدتي؛ فعافاها الله، وعاشت سنوات عددًا كما كانت،
وهذه دعوة لنعالج مرضانا ونقضي حوائجنا بدفع الصدقة وفعل الخير؛
فصنائع المعروف تغلب البلاء وتدفع السوء.
وحدثني قريب فقال: أقمنا قبل سنوات دورية بين أهل الحي، وسعيًا لاستمرارها،
ومنعًا للتكلف والإسراف أسميناها: دورية الفول!
وهي قائمة الآن على شرطها الأساسي ولم يخرمه أحد،
وإن أفضل الاجتماعات ما كان وديًا، بلا مظاهر، الغائب عنها معذور،
والمشارك فيها مأجور، فبذلك تدوم ولا تنقطع، وهي ليست مجالًا للتفاخر أو التكاثر،
هذا غير فضيلة الالتزام بالمتفق عليه.
أما من أعجب ما سمعت، فما حدثني به رجل أديب تجاوز السبعين إذ قال: عدت لبيتي من عملي قبل نصف قرن؛
فسألت زوجتي: هل عندك شيء نأكله؟ قالت: لا! وكان الراتب حينها قليلًا،
وأنا مسؤول عن والدي وإخوتي؛ فركبت سيارتي لموقف البطحاء،
وأوصلت أربعة أشخاص لدوار الخرج بربع ريال للفرد، ثمّ اشتريت بالريال شيئًا من زيتون،
وجبن، وحلاوة طحنية، وخبزتين كبيرتين، وعدت لداري وتعشيت مع زوجتي بسعادة كبيرة،
وياله من شقاء شفاؤه أربعة أرباع!
كذلك حدثني أكاديمي عن نفسه قائلًا:
التزمت بالأذكار التي أوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام فاطمة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ؛
حين يأويان إلى فراشهما، فكانت النتيجة أن تغلبت على الأرق،
واستيقظت للفجر بسهولة، وأمضيت نهاري بنشاط، والأذكار هي سبحان الله (33) مرة،
والحمدلله (33) مرة، والله أكبر(34) مرة، فما أيسرها، وأعظم بركتها، والتوفيق من الله.
أما أحزن ما سمعت فما حدثني به جليس حين قال: لا يستخدم صاحبي الجوال بتاتًا أثناء القيادة،
وإذا احتاج لذلك أوقف سيارته وأنهي استخدامه للجهاز ثمّ واصل القادة،
والسبب يعود إلى أنه استعمل الجوال ومعه صديقه الأثير الذي نهاه عن الجمع بين الجوال والقيادة،
فسخر من نصيحة صديقه اعتمادًا على مهارته ويقظته،
وفجأة ارتطمت سيارته بشاحنة فانشطرت إلى نصفين، وطُحن القسم الذي فيه صديقه بمن فيه!
ونعوذ بالله من العظة المفجعة، ومن المغامرات التي لا تستحق ثمن المخاطرة بها.
هذه أحاديث مختلفة، في شؤون متنوعة، ومن أناس كثر، في مناسبات عدة،
وآمل أن يكون فيها ما يدفع إلى حسن القول، وجميل الفعل، وحكيم الرأي،
وصادق النصيحة، وأن تكون جلساتنا عامرة بما يجعلها لنا أجرًا عند مولانا في الآخرة،
وذات إشراقات تنفعنا في دنيانا، وتلهمنا فعل المكارم واجتناب المآثم، وذلكم هو الرشد المبتغى.
؛
....................
حدّثوني فكتبتُ!
اللهمّ اكتُبنا وإخوتي ووالدينا ووالديهم من سُعداء الدّارين؛ آمينَ.
المصدر/
وكنت أتوكأ بيميني على عصاي، ويعضدني السائق من يدي اليسرى،
وحين دخلت على الطبيب أنصت إليّ بعناية ثمّ تبسم وقال: أمرك يسير وسيزول،
وكتب لي الدواء وأحالني لغرفة التمريض، فقمت من عنده أمشي بنشاط ووصلت للغرفة؛
ثمّ اكتشفت أني أمشي بلا عصا ولا عضيد! وهذا أثر الكلمة الطيبة المتفائلة،
وهي مجانية وتحفيزية وأجر لصاحبها.

كما زرت مريضًا فحدثني أن زميله أجرى عملية خطيرة في القلب قبل عقود،
فذهب لعيادته والدعاء له وتطمينه، فقال له زميله: نحن في عافية وغفلة ،
ولا بد من مثل هذه "القرصة" لنستيقظ، وما أحوجنا إلى مثل هذه القراءة الإيجابية للأحداث المؤلمة؛
فالتقاط نقطة ضوء في عتمة حالكة يمنح الأمل ويبشر بالفرج.

بينما حدثني آخر فقال: أصيب صاحبي بالسرطان فذهب إلى أمريكا للعلاج،
وكان طبيبه الكبير يقف عند باب غرفته؛ فإن رآه منشرحًا مبتسمًا ؛
دخل عليه وإلّا انصرف عنه قائلًا: لا أريد أن أراك متكدرًا؛
فرباطة جأشك جزء من العلاج، فما أكمل آثار الإيمان بالقضاء والقدر؛
مع الرضا الجميل بخيرة ربنا وأمره؛ فهي قوة وانشراح وطمأنينة.

أيضًا أنبأني رجل صالح عن قصة وقعت له فقال: أُدخلت جدتي للعناية المركزة،
وقال الأطباء: بعض أجهزتها توقف، والأسوأ متوقع!
ويكمل: أسرعت فاشتريت عدة سلال غذائية ووزعتها على بيوت فقيرة؛
بنية شفاء جدتي؛ فعافاها الله، وعاشت سنوات عددًا كما كانت،
وهذه دعوة لنعالج مرضانا ونقضي حوائجنا بدفع الصدقة وفعل الخير؛
فصنائع المعروف تغلب البلاء وتدفع السوء.

وحدثني قريب فقال: أقمنا قبل سنوات دورية بين أهل الحي، وسعيًا لاستمرارها،
ومنعًا للتكلف والإسراف أسميناها: دورية الفول!
وهي قائمة الآن على شرطها الأساسي ولم يخرمه أحد،
وإن أفضل الاجتماعات ما كان وديًا، بلا مظاهر، الغائب عنها معذور،
والمشارك فيها مأجور، فبذلك تدوم ولا تنقطع، وهي ليست مجالًا للتفاخر أو التكاثر،
هذا غير فضيلة الالتزام بالمتفق عليه.

أما من أعجب ما سمعت، فما حدثني به رجل أديب تجاوز السبعين إذ قال: عدت لبيتي من عملي قبل نصف قرن؛
فسألت زوجتي: هل عندك شيء نأكله؟ قالت: لا! وكان الراتب حينها قليلًا،
وأنا مسؤول عن والدي وإخوتي؛ فركبت سيارتي لموقف البطحاء،
وأوصلت أربعة أشخاص لدوار الخرج بربع ريال للفرد، ثمّ اشتريت بالريال شيئًا من زيتون،
وجبن، وحلاوة طحنية، وخبزتين كبيرتين، وعدت لداري وتعشيت مع زوجتي بسعادة كبيرة،
وياله من شقاء شفاؤه أربعة أرباع!

كذلك حدثني أكاديمي عن نفسه قائلًا:
التزمت بالأذكار التي أوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام فاطمة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ؛
حين يأويان إلى فراشهما، فكانت النتيجة أن تغلبت على الأرق،
واستيقظت للفجر بسهولة، وأمضيت نهاري بنشاط، والأذكار هي سبحان الله (33) مرة،
والحمدلله (33) مرة، والله أكبر(34) مرة، فما أيسرها، وأعظم بركتها، والتوفيق من الله.

أما أحزن ما سمعت فما حدثني به جليس حين قال: لا يستخدم صاحبي الجوال بتاتًا أثناء القيادة،
وإذا احتاج لذلك أوقف سيارته وأنهي استخدامه للجهاز ثمّ واصل القادة،
والسبب يعود إلى أنه استعمل الجوال ومعه صديقه الأثير الذي نهاه عن الجمع بين الجوال والقيادة،
فسخر من نصيحة صديقه اعتمادًا على مهارته ويقظته،
وفجأة ارتطمت سيارته بشاحنة فانشطرت إلى نصفين، وطُحن القسم الذي فيه صديقه بمن فيه!
ونعوذ بالله من العظة المفجعة، ومن المغامرات التي لا تستحق ثمن المخاطرة بها.

هذه أحاديث مختلفة، في شؤون متنوعة، ومن أناس كثر، في مناسبات عدة،
وآمل أن يكون فيها ما يدفع إلى حسن القول، وجميل الفعل، وحكيم الرأي،
وصادق النصيحة، وأن تكون جلساتنا عامرة بما يجعلها لنا أجرًا عند مولانا في الآخرة،
وذات إشراقات تنفعنا في دنيانا، وتلهمنا فعل المكارم واجتناب المآثم، وذلكم هو الرشد المبتغى.
؛


....................
حدّثوني فكتبتُ!
اللهمّ اكتُبنا وإخوتي ووالدينا ووالديهم من سُعداء الدّارين؛ آمينَ.
المصدر/
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
وفّقكم اللهُ.
