راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
التحذير من العجب

مقالٌ؛ قيّم؛
من بحر الأدبِ العربيّ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
التحذير من العُجب
من بحر الأدبِ العربيّ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
التحذير من العُجب

أ. محمود بن أحمد الدوسري.
حفظه الله تعالى.
::
التحذير من العُجب
إذا أراد الله بعبده خيراً؛ أشهده مِنَّته وتوفيقه، وإعانتَه في كلِّ ما يقوله ويفعله،
فلا يُعجب به، ثم أشهده تقصيرَه فيه، وأنه لا يرضى لربه به،
فيتوب إليه منه ويستغفره؛ بل ويستحي أن يطلب عليه أجراً،
فالمُوفَّق هو الذي يعمل الطاعة لوجه الله تعالى، مُشاهِداً فضلَ اللهِ ومِنَّتَه وتوفيقَه،
مستحيياً منه إذْ لم يُوَفِّه حقَّه، والجاهل يعمل العملَ لِحَظِّ نفسِه وهواه،
ناظراً إلى نفسه، مانًّا على ربه بعمله.
إذا أراد الله بعبده خيراً؛ أشهده مِنَّته وتوفيقه، وإعانتَه في كلِّ ما يقوله ويفعله،
فلا يُعجب به، ثم أشهده تقصيرَه فيه، وأنه لا يرضى لربه به،
فيتوب إليه منه ويستغفره؛ بل ويستحي أن يطلب عليه أجراً،
فالمُوفَّق هو الذي يعمل الطاعة لوجه الله تعالى، مُشاهِداً فضلَ اللهِ ومِنَّتَه وتوفيقَه،
مستحيياً منه إذْ لم يُوَفِّه حقَّه، والجاهل يعمل العملَ لِحَظِّ نفسِه وهواه،
ناظراً إلى نفسه، مانًّا على ربه بعمله.

فما هو العُجب؟ وما حكمُه؟ وهل ورد له ذكر في القرآن والسنة؟
العُجْبُ: هو الكِبْر والزُّهُوُّ، واستعظام النعمة، والركون إليها،
مع نسيان إضافتها للمُنْعِم سبحانه. وقد سُئل ابن المبارك - عن العُجْب،
فقال: (أن ترى أن عندك شيئاً ليس عند غيرِك،
لا أعلم في المصلين شيئاً شراً من العُجْب).

وهناك علاقة بين العُجب والرياء: قال ابن تيمية - رحمه الله:
(وَكَثِيرًا مَا يَقْرِنُ النَّاسُ بَيْنَ الرِّيَاءِ وَالْعُجْبِ، فَالرِّيَاءُ: مِنْ بَابِ الإِشْرَاكِ بِالْخَلْقِ،
وَالْعُجْبُ: مِنْ بَابِ الإِشْرَاكِ بِالنَّفْسِ، وَهَذَا حَالُ الْمُسْتَكْبِرِ،
فَالْمُرَائِي:
لاَ يُحَقِّقُ قَوْلَهُ: ﴿ إيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ وَالْمُعْجَبُ: لاَ يُحَقِّقُ قَوْلَهُ: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾.
فَمَنْ حَقَّقَ قَوْلَهُ: ﴿ إيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ خَرَجَ عَنْ الرِّيَاءِ،
وَمَنْ حَقَّقَ قَوْلَهُ ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ خَرَجَ عَنْ الإعْجَابِ).

قال ابنُ كَيْسَان - في قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6]:
(لا تستكثرْ عملاً فتراه من نفسك، إنما عملك مِنَّةٌ من الله عليك،
إذْ جعل لك سبيلاً إلى عبادته).

وكذلك ورد ذِكرُ العُجب في السنة المطهرة: كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا» رواه مسلم. أي: لا يقبل من الأعمال؛
إلاَّ ما كان طيِّباً طاهراً من المفسدات كلِّها؛ كالعُجب والرياء،
ولا يقبل من الأموال إلاَّ ما كان طيباً حلالاً،
فإنَّ الطيِّب توصف به الأعمال والأقوال والاعتقادات.

وعَنْ جُنْدَبٍ - رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ
«أَنَّ رَجُلاً قَالَ: وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ:
مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ،
فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ».
رواه مسلم.

وقال الفاروق عمر - رضي الله عنه -:
(إنَّ الرجل إذا تواضع رفع الله حِكمتَه،
وقال: انْتَعِشْ نعشَك الله، فهو في نفسه صغير، وفي أعين النَّاس كبير.
وإذا تكبَّر وعَدَا طَوْرَه، وهَصَه الله إلى الأرض،
وقال: اخسأْ أخسأك الله. فهو في نفسه كبير، وفي أعين النَّاس حقير).

وقالت عائشة - رضي الله عنها -:
(إنكم لَتَغفُلون عن أفضل العبادات: التواضع).
وقيل لها: متى يكون الرجل مُسيئاً؟ قالت: إذا ظنَّ أنه مُحسِن.

تمّ بحمد الله تعالى.
::
بتصرّف مِن المصدر/
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

اللّهمّ أعنّا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك.
