القناص الرائع

داعم ذهبي للمنتدى
نجم الشهر
إنضم
20 يوليو 2017
المشاركات
6,903
مستوى التفاعل
8,128
النقاط
4,040
الإقامة
جمهورية مصر العربية
متصل
السلام عليكم
بارك الله فيكم فضيلة الشّيخ،

وجزاكم الله خيرًا.

سؤالى هو : لماذا افتقدنا لذة وروح وطعم شهر رمضان المبارك؛
التى كنا نشعر بها منذ سنوات ماضية ما الذي حدث
؟
 

توقيع : القناص الرائع
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

يبدو لي أن الأمر عام وخاص .

فالعام ؛ يَتعلّق بِوَضْع الأمّة وحالها ، وحملات التغريب ، والصّدّ عن سبيل الله وعن طاعته ، بكُلّ ما أُوتوا مِن وَسيلة وطريقة ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) .

والخاص ؛ يَتعلّق بِالقَلْب ورِقّته .

وهذه لها أسباب ، منها : البُعد عن الحرَام ، والبُعد عن الفِتن ، واستشعار أن هذا الموسم قد يكون آخر مَوسِم ، كما قال عليه الصلاة والسلام في شأن الصلاة : إذا قُمْتَ في صلاتك فَصَلِّ صَلاة مُوَدِّع . رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وحسنه الألباني .

ومِنها : مُزاحَمَة حقائق الشرع بِغيرها ؛ فيُودّي ذلك إلى ضَعْف الحقائق الشرعية في النّفس ، فالذي يُزاحِم الأعياد الشرعية بِغيرها ، يضعف عنده الاهتمام بالأعياد الشرعية .

وكذلك المواسِم ؛ فالذي عنده اهتمام بِمَواسِم الرّياضَات المختَلِفة ، والمهرجات المتنوّعة يَضْعف عنده الاهتمام بالمواسم الشرعية .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن أكثر مِن سَمَاع القصائد لِطَلب صَلاح قلبه ؛ تَنقُص رَغبته في سماع القرآن ، حتى ربما كَرِهه .

ومَن أكثر مِن السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها ؛ لا يبقى لِحَجّ البيت الحرام في قَلبه مِن المحبة والتعظيم ما يكون في قلب مَن وَسِعَته السّنّة .

ومَن أدْمَن على أخذ الحكمة والآداب مِن كلام حُكماء فارِس والروم ، لا يَبْقَى لِحِكْمَة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الْمَوْقِع .

ومَن أدمَن قصص الملوك وسِيَرِهم ؛ لا يَبقى لِقصص الأنبياء وسِيَرهم في قلبه ذاك الاهتمام ، ونَظِير هذا كثير . اهـ .

وكان السلف يَعرِفون التقصير مِن أنفسهم ، ويَتلمّسون أسبابه ؛ لاجْتِنابِه .

قال الفضيل بن عياض : إني لأعصِي الله فأعرِف ذلك في خُلق حِماري وخادِمي .

وقال ابن الجوزي :

اعْلَم أنه مِن أعظم الْمِحَن : الاغترار بالسلامة بعد الذَّنْب ، فإن العقوبة تتأخّر .

ومِن أعظم العقوبة ألاّ يُحِسّ الإنسان بها ، وأن تكون في سَلْب الدِّين ، وطَمْس القلوب ، وسُوء الاختيار للنَّفْس ، فيكون مِن آثارها : سَلامَة البَدَن ، وبُلوغ الأغراض .

قال بعض الْمُعْتَبِرِين : أطْلَقْت نَظَري فيما لا يَحلّ لي ، ثم كنت أنتظر العقوبة ، فأُلْجِئت إلى سَفَر طَويل ، لا نِيّة لي فيه ، فَلَقِيت الْمَشَاقّ ، ثم أعْقَب ذلك : مَوْت أعزّ الْخَلْق عندي ، وذهاب أشياء كان لها وَقْع عظيم عندي ، ثم تَلافَيْتُ أمْري بالتوبة ، فَصَلح حَالي .

ثم عاد الْهَوى ! فَحَمَلني على إطلاق بَصَري مَرّة أخرى ، فَطُمِس قلبي، وعُدِمْت رِقّته ، واسْتُلِب مِنّي ما هو أكثر مِن فَقْد الأوّل ، ووَقَع لي تعويض عن المفقود بما كان فَقْده أصْلَح .

فلما تأمّلْتُ ما عُوِّضْتُ وما سُلِب مِنّي ، صِحْتُ مِن ألَـمِ تلك السِّيَاط ، فها أنا أُنَادِي مِن على السَّاحِل : إخواني ! احذرُوا لْجُة هذا البَحْر ، ولا تَغْتَرّوا بِسُكُونه ، وعَليكم بِالسَّاحِل ، ولازِمُوا حِصْن التقوى ، فالعقوبة مُرَّة .

وقال رحمه الله :

قال أبو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَلاءِ : كُنْتُ وَاقِفًا أَنْظُرُ إِلى غُلامٍ نَصْرَانِيٍّ حَسَنِ الْوَجْهِ ، فَمَرَّ بِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ ، فَقَالَ : إِيشِ وُقُوفُكَ ؟ فَقلت : يَا عَمِّ ! مَا تَرَى هَذِهِ الصُّورَةَ ، تُعَذَّبُ بِالنَّارِ ؟ فَضَرَبَ بِيَدِهِ بَيْنَ كَتِفَيَّ ، وَقَالَ : لَتَجِدَنَّ غِبَّهَا وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ .

قَالَ ابْنُ الْجَلاءِ : فَوَجَدْتُ غِبَّهَا بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، أُنْسِيتُ الْقُرْآنَ . ( ذمّ الهوى ) .

وسبق الجواب عن :

كيف يقضي المسلم يومه في رمضان ؟

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



ماذا يفعل من ابتُلي بِشرّير مِن الأشرار ؟

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



هذا بِذنْبِي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



خُطبة جُمعة عن .. (قسوة القَلبِ)

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



خُطبة جُمعة عن .. (آثار قسوة القلب)

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



خُطبة جُمعة عن .. ( أسباب رِقّة القلب وصلاحه)

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي





والله تعالى أعلم .
 
عودة
أعلى