راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله الرحمن الرحيم
••• السّلامُ عليكُم ورحمة الله تَعالى وبركاتُه •••
إخوتي وأخواتي روّاد مُنتدى ( المواضيع العامة )؛
مِن بحر المواعِظ،
ودُرّ التّوجيهات؛
حديثٌ مُنتقىٌ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
/

/
::
شغف بلا تلف!
د. أحمد بن عبد المحسن العساف.
/
شغف بلا تلف!


شغف بلا تلف!
البخل مذَّمّة لأهله، لكنَّ البخل بالوقت أن يصرف في غير ما نفع منقبة،
والبخل بالعرض عن أن تدّنسه التُّهم فضيلة، والبخل بالتّاريخ الشّخصي عن أن تشينه مواقف حكمة،
والبخل بالمروءة عن أن تُثلم مكرمة؛ وهكذا، فليس البخل شرّاً كلّه.
وأعترف أنّي بخيل بوقتي، ولا أحب تشتيته في غير ما طائل، ويكفي ما ضاع منه،
ولا مزيد على ما يأخذه منّا عنوة زحام الطّرق، وضرورات الحياة، وغوائل مواقع التّواصل،
مع أنّي -والحمد لله- مبتوت الصّلة أو ضعيفها مع أكثرها، من أصفر، وأحمر،
وأخضر، وأزرق، وما قد يأتي من ألوان أخرى.
وحين تسنح الفرصة للحديث مع عقول شبابيّة نيّرة، فتلك غنيمة مباركة،
يستفيد منها كافة الأطراف، خاصّة إذا صار اللقاء نقاشًا بين أطراف بحثت الأمر،
وقرأت عنه، ورغبت في إكمال ثغراته، وتسديد نواقصه،
وهو ما كان حين دعاني قلّة كريمة من الشّباب، للحوار عن الشّغف المعرفي.

والشّغف ينمّ عن ارتباط قلبي كبير لدرجة الملاصقة، وإذا ابتلي البعض بشغف؛
لا ينفع في عاجلة أو آجلة، ولا يجلب خيرًا في الحال أو المآل، فالحمدلله حمدًا كثيرًا طيّبًا ؛
على اختصاصه بعض عباده بعلم نافع، وعمل صالح، وأثر خالد،
وما أكثر المساحات المباركة التي تنادي علَّ شغوفًا يحلُّ بها.
ويستطيع المرء أن يستجلي مكامن شغفه، بملاحظة انجذابه للشّيء، وتعلّقه به،
وتلّذذه بخبره، وانتفاء الملل من تكراره، ونسيان الوقت في حضرته، وترك غيره لأجله،
وبذل المال في سبيله، ومحبته لمن يشترك معه فيه، وإنّها لخسارة جسيمة؛
أن تذهب هذه الخصائص لأمر تافه، أو لا يؤبه له، وعلى كلِّ إنسان ملاحظة شغفه؛
كي لا يكون جهاده في غير عدو!
وللشّغف تبعات يمكن دفعها، أو تحجيمها، فمنها ترك الأولى أحيانًا،
فقد يّشغف الإنسان بأمر فاضل، بينما واجب الوقت، أو مقتضى الحال،
أو ضرورات المكان، تستلزم غيره؛ ولذلك كان من مداخل الشّيطان -أعاذنا الله منه-
على الصّالحين أن يغمرهم في عمل مفضول؛ لينصرفوا عن الأفضل.
ومن سلبيّات الشّغف أن يكون الإنسان مسكونًا بما شغف به،
محتقرًا لاهتمامات الآخرين، أو مستنقصًا لها، ومن فقه الإمام مالك قوله؛
لمن أنكر عليه الانشغال بالعلم عن الجهاد ما معناه: كلانا على خير قد فتحت له أبوابه،
ومنها أن تكون تفسيرات المرء مرتبطة بشغفه مع ظهور اعتسافها أحيانًا؛
كمن ينسب كلَّ بلاء لمن يبغضهم مثلًا.

فلا مناص من مراجعة الواقع، وقياس مدى الأثر، فهل أسهم هذا الشّغف في نفع متعدٍّ للآخرين؟
وما موقعه من الوعي؟ وهل جعل العقل والرّوح في حال تصالح وتخادم؟
وأيّ إيجابيّة عاد بها شغفنا على أهلينا، ومجتمعنا، وبلادنا، وأمتنا؟
وعليه، فمن التّوسط المحمود، والتّوازن المطلوب، أن يعالج كلّ واحد منّا شغفه، وينوعه،
ويمكن أن يغيّره تبعًا لمقتضيات لمصلحة، وليس صعبًا أن يشغف المرء بأكثر من شيء في وقت واحد،
والأمر الأساسيّ ألّا نجعل من شغفنا كلفًا مثل ولَه الصّبيان بما يحبون،
وألّا نمرض قلوبنا ونشغلها بالسّعي لإتلاف اهتمامات الآخرين، والميدان مفتوح؛
لتمازج الهوايات والاهتمامات، ولن يسمو إلّا ما يستحق العلو.
ومن مفردات النّفع بالشّغف، نشره بين النّاس، وتحبيبهم له،
فأفضل من سوق المعلومات كتلة واحدة، عرضها بطريقة جذّابة، في توقيت مناسب،
مع تجلية وبيان، وربطها بالعمل والأثر، والتّركيز على الفكرة فيها،
وحمايتها من زغل الرّأي، وزلل القول، وخطل الفعل، وهكذا يمضي الشغوفون بالمعرفة وسط الآخرين،
حملة مشاعل، ووعاة أفكار، ودعاة لما ينفع النّاس ويمكث في الأرض.
وما موقعه من الوعي؟ وهل جعل العقل والرّوح في حال تصالح وتخادم؟
وأيّ إيجابيّة عاد بها شغفنا على أهلينا، ومجتمعنا، وبلادنا، وأمتنا؟
وعليه، فمن التّوسط المحمود، والتّوازن المطلوب، أن يعالج كلّ واحد منّا شغفه، وينوعه،
ويمكن أن يغيّره تبعًا لمقتضيات لمصلحة، وليس صعبًا أن يشغف المرء بأكثر من شيء في وقت واحد،
والأمر الأساسيّ ألّا نجعل من شغفنا كلفًا مثل ولَه الصّبيان بما يحبون،
وألّا نمرض قلوبنا ونشغلها بالسّعي لإتلاف اهتمامات الآخرين، والميدان مفتوح؛
لتمازج الهوايات والاهتمامات، ولن يسمو إلّا ما يستحق العلو.
ومن مفردات النّفع بالشّغف، نشره بين النّاس، وتحبيبهم له،
فأفضل من سوق المعلومات كتلة واحدة، عرضها بطريقة جذّابة، في توقيت مناسب،
مع تجلية وبيان، وربطها بالعمل والأثر، والتّركيز على الفكرة فيها،
وحمايتها من زغل الرّأي، وزلل القول، وخطل الفعل، وهكذا يمضي الشغوفون بالمعرفة وسط الآخرين،
حملة مشاعل، ووعاة أفكار، ودعاة لما ينفع النّاس ويمكث في الأرض.

شغف بلا تلف!
تمّ؛ بحمدِ الله تعالى.
المصدر/
حفظكمُ اللهُ تعالى ورعاكمُ.

تمّ؛ بحمدِ الله تعالى.
المصدر/
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
حفظكمُ اللهُ تعالى ورعاكمُ.
