ziad zoud

زيزوومي ماسى
إنضم
14 مايو 2017
المشاركات
874
مستوى التفاعل
1,061
النقاط
1,120
الإقامة
الجزائر
الموقع الالكتروني
forum.zyzoom.net
غير متصل
التوازن في الحُزن و الفرح .


بِسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بَركاته

large.jpg


كثير من الناس تسعده مواقف الفوز , فيطير بها فرحا , فيرى الدنيا بلونها الضاحك , فينسى كل ما حوله في غمرة الفرح , وربما مع فرحه نسى بعض مبادئه وقيمه .


وآخرون تصدمهم مواقف الخسارة والهزيمة , فتظلم الدنيا أمام أعينهم , فربما ارتفع ضغط الدم عندهم ارتفاعا قربهم من لحظات الموت , وربما أصيبوا بالأمراض القاتلة , وربما أقعدهم الموقف فلم يستطيعوا معه حراكا !

فالناس بين إسراف بالغ في الأفراح عند الكسب والفوز وتحقق المرادات , وبين انتكاس بالغ في الأحزان عند المصيبة والخسارة والنقص .

و حتى لا يصبح المرء عرضة لهزات نفسية متتابعة ومتوالية , متعلقا بتغيرات الزمان والأحوال , فتتضاءل شخصيته , وتقصر عزيمته , وتتراجع نفسه , لزمه أن يتعامل مع مواقف الفرح والأحزان بمنهج حكيم ..

الاقتصاد في الحزن على مافات , والاقتصاد في الفرح بما أقبل , هو ذلك المنهج الحكيم الذي اقصده , وهو منهج قرآني علمنا إياه القرآن الكريم في قوله تعالى :" لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم .."


فالفرح الشديد يورث الالتهاء عن الشكر , وقد يترك في النفس أثر الإعجاب بالنفس وبالحال , وقد يورث البطر عند ذهاب بعض النعم , لذلك ففعل الصالحين هو الشكر عند استحداث النعم
.
والحزن الشديد يورث الضجر وعدم الصبر , وعدم الرضا بالقضاء , لذلك ففعل الصالحين عند الحزن هو التصبر , ورد الأمر لله سبحانه , والرضا بقضائه , والاحتساب .

وبالطبع ليس من بني آدم أحد إلا وهو يحزن ويفرح , لكن ينبغي أن يجعل أحدنا من الفرح شكرا ومن الحزن صبرا.

وأهل البصيرة ينظرون للأحداث كلها باعتبارها مقدرة في علم الله سبحانه , فيورث في قلوبهم الرضا بالنتائج , فتصير نفوسهم ثابتة متوازنة كلما تغيرت أحوال الزمان .

LOGO10Years.webp

فأمر المؤمن كله له خير , سواء أكان في سراء أو ضراء , لكن إنما عليه الصبر والشكر , فلا أسى يكسر النفس , ولا فرح يستخف بها , ولكن رضا وتسليم , وحمد واعتراف بالنعمة .

ومن أكثر ما ينفع في محافظة المرء على توازنه عند المسرات أو الملمات إكثاره من ذكر الله وتعلق قلبه به سبحانه ، وعلمه يقيناً أنَّ الأمر كله بقدر الله، لقوله سبحانه في الآية التي سبقتها " ما اصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب ".

و من عرف الدنيا لم يفرح لرخاء, لأنه مؤقت زائل ، ولم يحزن لشقاء, لأنه مؤقت متغير ، قد جعلها الله دار ابتلاء وامتحان سواء بالسراء أو الضراء , وجعل الآخرة دار جزاء , فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا , وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً , فيأخذ ليعطي, ويبتلي ليجزي , فله الحمد في الأولى والآخرة.
 

توقيع : ziad zoud
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وعليكمُ السّلامُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ

ما شاء اللهُ!
مقالٌ احتوى مِن طيبِ الكلم!
ورفيقِ التّوجيهِ؛ القدر العظيمَ!
فبورِك سعيكمُ أخي المُبارك " أ. زِياد "،
وكتب المولى تبارَك أجركُم.
فحقًّا؛ لا سعادةَ دائمةً في هذي الدُّنيا.
وإنّما السّعادة حيثُ النّعيمُ المُقيم؛
في الدّارِ الآخرة.

::
نسألُ اللهُ تعالى أن يرزُقنا إيّاها،
وجميعَ إخوتي هُنا، ووالدينا ووالديهم؛ آمينَ.
::

واللّهمّ فرّج همّ المهمومينَ؛ من المسلمين؛ آمينَ.
وبوركَ انتقاء إخوتي، ونفع المولى تبارك بهمُ.
 
توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.
شكراً جزيلاً لكم اخي الكريم..
 
بارك الله فيك اخى زياد

:rose:
 
توقيع : ABU_SomaiaABU_Somaia is verified member.
شكراً لمروركم الرائع​



و دمتم بخير​
 
توقيع : ziad zoud
2 بارك الله فيك.webp
 
توقيع : m-m-s-s
عودة
أعلى