راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

إخوتي وأخواتي روّاد القسم الإسلاميّ العامّ؛
فتوى نافعة؛
أرجو أن نفيد منها جميعًا.
/

/
فتوى؛
.......................
سؤال عن معنى الآية (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)
.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.
لفضيلة/ عبدالرّحمن السّحيم.
السّؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
دائما تستوقفني هذه الآيات شيخنا الكريم.
قال الله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ؛
فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *
قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ *
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ؛
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ،
وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)؛
[البقرة:31-33] .
فلم أفهم هذه النقطة عندما علم الله عز وجل آدم الأسماء؛
فذكرها فلو كان سبحانه وتعالى علمها للملائكة؛
فكانوا أيضاً ذكروها.
فما وجه الأفضلية لآدم عن الملائكة ؟
إن شاء الله أن أكون أستطعت صياغة سؤالي بالشكل الصحيح؟!
وفقكم الله ونفع بكم.

الجوابُ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لَمّا قال الله للملائكة : (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) قالت الملائكة :
(أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)؛
فقال الله لهم : (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) ،
فأراد الله أن يُعلِم الملائكة أنهم لم يعلموا كل شيء ؛ لأنهم قالوا :
لِيَخْلُقْ رَبُّنَا مَا شَاءَ ، فَلَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنَّا ، وَإِنْ كَانَ غيرنا أكرم عليه ،
فَنَحْنُ أَعْلَمُ مِنْهُ ؛ لأَنَّا خُلِقْنَا قَبْلَهُ وَرَأَيْنَا مَا لَمْ يَرَهُ ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَى فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ بِالْعِلْمِ ،
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، و
َإِنْ كَانُوا رُسُلا كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ .
( نقله البغوي ).
فلَمّا علّم اللهُ آدمَ عليه السلام أسماء كلّ شيء ،
قال للملائكة : (أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) .
قال البغوي في تفسيره : فَقالَ أَنْبِئُونِي أَخْبَرُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ ،
أي : الموجودات (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)؛
فِي أَنِّي لا أخلق خلقا إلاّ كنتم أفضل وأعلم منه ،
قالُوا الْمَلائِكَةُ إِقْرَارًا بِالْعَجْزِ :
(قَالُوا سُبْحَانَكَ): تَنْزِيهًا لَكَ ، (لا عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا) ،
معناه: إنك أَجَلُّ مِنْ أَنْ نُحِيطَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِكَ؛
إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا، (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ) بِخَلْقِكَ (الْحَكِيمُ) فِي أَمْرِكَ ...
قالَ اللَّهُ تَعَالَى: (يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) ، أَخْبِرْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ،
فَسَمَّى آدَمُ كُلَّ شَيْءٍ بِاسْمِهِ ، وَذَكَرَ الْحِكْمَةَ الَّتِي لأَجْلِهَا خُلِقَ ،
(فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) قالَ اللَّهُ تَعَالَى: (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ) يَا مَلائِكَتِي :
(إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) مَا كَانَ مِنْهُمَا وَمَا يَكُونُ ،
لأَنَّهُ قَدْ قَالَ لَهُمْ: (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) . اهـ .
وبهذا ظَهَر فضل آدم عليه السلام على الملائكة ؛
لأنه عَلِم ما لم تعلمه الملائكة ، مع أنهم خُلِقوا قبله .
والله تعالى أعلم .

.........................
~ أفتى السّائل/ فضيلة الشّيخ عبدالرّحمن بن مُحمّد السّحيم؛
الدّاعية بمكتب الدّعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالرّياض.
اللّهم إنّا نسألك لنا ولإخوَتي ولوالدينا الجنّة؛ برَحمتك.

المصدر:
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
