ضياء نورالدين

زيزوومي VIP
★★ نجم المنتدى ★★
إنضم
10 فبراير 2012
المشاركات
6,996
مستوى التفاعل
10,623
النقاط
2,835
غير متصل
DZsgmIQ.png


ضحايا لأهوائهم أم ضحايا لجهلهم ؟!

بقلم: جهاد شرف الدين


ذاكَ الانفلاتُ الأخلاقِيُّ الذي صار وصمة عارٍ في مجتمعنا، يُمزِّقُ حِبالَنا المدعومةَ بالثقة، ويبثُّ في أرواحنا العبثَ والتشتُّت تجاهَ هذا الوطن المكلوم!


إحباطٌ يَتْلوه إحباطٌ، وخيبة تُشَيَّد فوق مثيلاتِها، فلا نحن أسوياء الفِطرةِ، ولا نحن مبدعو الفِكْر!


نُسطِّر بأنفسِنا صفحاتٍ قاتمةَ اللون في تاريخٍ مُعوجٍّ؛ تارةً يخشى البعض على بَنِيه من عَقبات تلك الفترة العصيبةِ في مستقبلٍ رُبَّما ليس ببعيدٍ عنَّا! والبعضُ يتجوَّل بفِكْره كيف يواجه بَنِيه بهذا التاريخ المشوب بعواصفِ الانحطاط والهمجيَّة!

لا تعجَبْ؛ فالجميع يَهابُ تلك الحفرةَ الصمغيَّةَ التي لا ينفلتُ مَن جُذب إليها إلا وهو مُشوَّه الجسدِ، مطعون الأُفق ...

فلا بدَّ أن نكسوَ أنفسَنا صماماتٍ شوكيةً لا تمتزج مع ذاك الصمغ الذي يفتِك بنا.

ومن هنا... نحاولُ أنْ تقعَ أعينُنا على بعض المثيراتِ والأسباب التي تُزيِّن لفاقد الرؤية أن يُصبحَ أسيرًا لها!


ولكن يبقى السؤال هنا: أَهُمْ ضحايا لأهوائهم، أم ضحايا لجهلهم؟!


• ربَّما هُمْ ضحايا لتلك الأهواء والنفسِ الأمَّارة بالسوء في ظلِّ انعدام مجاهدتها، والانسياب المُفْرِط لشهواتها، وتناسي ثم نسيان تلك الأصول والمبادئ التي تغرسها الفطرة السليمة عند أُولِى الألباب...

وآثرتُ أن أقول: الفطرة، دون اقترانها بدَوْر الآباء؛ لأنَّ البعضَ منهم - لا أَجْزِم بالعامَّة - صار أسيرًا لجمع المال، معتقدًا أنَّ كلَّ ما يطلبه الشابُّ ويتمنَّاه هو العيشُ ثريًّا، فلا يُبالي بمَنْ يُخالِل؟ ولا بمن يقتدي؟ لا يُسائله أين يُنفِق الأموالَ التي يسوقها إليه؟ ولا حتى يمنحه أدنى حقوقه من الاحتواء، أو يفيض عليه مِنَ الحنان!


لتمرَّ الأيامُ ويُفزَع الوالدُ أو الراعي مِن غَفْوته على فاجعةٍ هي القاتلةُ حقًّا؛ والندم غير مُستباح، وجنة الدنيا باتت خاويةً على عروشها! وكيف لا؟! والرعيةُ هم الضحية؛ فمنهم مَن باتَ لا يركنُ إلى الإسلام، وخرَّ ساجدًا للداعين إلى الإلحاد! والأُخرى تخلَّت عن الحجاب وتتفاخرُ بفعلها الدنيء باسم الحرية، مشكِّكةً بالتبعية لأهوائها وأهواء المشكِّكين في آياتِ وأحكام القرآن... إلخ من الخيبة والحسرة، التي لا يَعِيها الرُّعاة إلا بعد أن تأكل الذئابُ قصعتها، وتنهَش الكلابُ عقول البشر!

• وربَّما مِن زاويةٍ أخرى أنهم ضحايا لجهلهم؛ فلا يملكون من العلم - حتى الضئيل - ما يُحصِّنون به أنفسهم من الاندراج في مصيدة العميان.


ربَّما لفَقْر التوجيه نحو تحمُّل مسؤوليةِ تثقيفِ الذات والبحث والتدبُّر؛ ليذوق حلاوة الإيمان، فلا تهُزُّه تلك الرياحُ العاصفة ولا تزعزعه، في ظلِّ القضاء المُمَنهج على مُمارسة الدعوة إلى الله، والمعرفة الحقيقة بالرحمن وتشريعات الإسلام، والردِّ على الشُّبهات!

ولا ضَيْرَ أنْ نُفجَع بأبناء بعضِ علَّامَةِ العصر مُقيَّدًا في سجن الظلام؛ فهل يُبَرَّأُ هؤلاء بدعوى انشغالِهم بالدعوة العامة والاعتكافِ على الاطِّلاع؟!


فلا يجدُ الشابُّ مَن يلتقطُه مِنْ بحرِ أفكارِه البائسة إلا متبنُّو القضاءِ على الإسلام، فيميل للحديث إليهم بداءةً باسم مناقشتِهم ومعرفة كيف يُفكِّرُ هؤلاء، ودون درايةٍ وبدون أيَّةِ مقدِّمات ينقاد لأفكارهم الجَهْلاء، ويتحدَّثُ بألسنتهم النَّتنَة، وبعقولهم البلهاء، مثيرًا لشبهاتهم، معلنًا حربَ العَداءِ مع ذاك العلَّامة الذي ربَّما أساءَ التقديرَ، أو جَهِل خُبثَ وغَدْرَ الفِتَنِ القاضية على أهلها!

كلُّ هذا التحذير والحُرقةِ لا تعني أنِّي أُلقِي جُرْمَ الأبناء على الآباء؛ أكانوا دعاةً وفقهاءَ، أم غيرهم من عامَّتِنا، ولنتذكر معًا أنَّ ابنَ سيدنا نوحٍ كان كافرًا؛ لكن الفكرة أننا لا نتوانى في أيِّ وسيلةٍ مباحة لجذب واحتواءِ الشباب؛ حتى نتمكَّن من الردِّ على هؤلاء الفَجَرة بالأدلَّة العقلية والمنطقية، فإنْ وُفِّقْنا فذاك فضلٌ من الله، وإنْ أَخْفَقنا فلنردِّد حينها: ابن سيدنا نوحٍ كان كافرًا... فلنتَّقِ اللهَ في أنفسنا ورعيَّتِنا وشباب أُمَّتِنا!


نعم، أيقنت بذاك العُسْر في سَرْد كلِّ ما يجول بخاطري تجاه هذا الخطر الذي يهدِّدنا، لكنَّها كلمات من صفحاتٍ، وصفحاتٌ من كتبٍ، أردتُ أنْ أَحفِرَ في العقول ضخامةَ هذا البلاء العظيم، وإلا سنندمُ، ولاتَ وقتَ الندم.

zom6x2G.png

المصدر
شبكة الألوكة​
 

بسم الله الرّحمن الرّحيم
وعليكمُ السّلام ورحمة الله تعالى وبركاتهُ
جزاكمُ الله تعالى خيرًا؛ أخي المُبارك " أ. ضِياء نورالدّين "؛
لطيبِ الانتِقاءِ، وحُسن الإضافةِ لهذي الأرجاءِ.
جَعلها الله تعالى لإخوتي شاهدًا.
::

بخُصوص الاستِفسار الذي تكرّر،
وكان عُنوان المقالةِ هُنا؛
فلا أحسِنُ جوابًا عليهِ؛ ولكِن أحسبُ: للعلم الشّرعيّ التّأصيليّ؛
أثرهُ في تقويمِ المرء، وتبصيرهِ؛ خاصّة في زمنٍ كالذي نعيشُ.
::

الكَثير من الظّواهر انتَشرت؛ ممّا لم تكُن قط في المُجتمع المُسلم.
وعُلوم دخيلة ظَهرت؛ لتُلبس على النّاس دينهمُ.
يُروّج لها من خِلال الدّورات التّدريبيّة ( مِثال: العلاج بالطّاقة ونحوها ).
فالعَودةُ للعقيدة الصّافية أحسبُه صَمّام الأمانِ.
::

نسألُ الله تعالى بكرمهِ ومنّه؛ أن يُبصّرنا هُداهُ،
ويُبتّنا على لا إله إلاّ الله؛ قولاً وعملاً بها؛ آمينَ.
::

وبورِك سعيُ إخوتي، ونفعَ اللهُ تعالى بهمُ.
 
توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.
اللهم نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا
متقبلا ...
 
توقيع : حسين امين
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وعليكمُ السّلام ورحمة الله تعالى وبركاتهُ
جزاكمُ الله تعالى خيرًا؛ أخي المُبارك " أ. ضِياء نورالدّين "؛
لطيبِ الانتِقاءِ، وحُسن الإضافةِ لهذي الأرجاءِ.
جَعلها الله تعالى لإخوتي شاهدًا.
::

بخُصوص الاستِفسار الذي تكرّر،
وكان عُنوان المقالةِ هُنا؛
فلا أحسِنُ جوابًا عليهِ؛ ولكِن أحسبُ: للعلم الشّرعيّ التّأصيليّ؛
أثرهُ في تقويمِ المرء، وتبصيرهِ؛ خاصّة في زمنٍ كالذي نعيشُ.
::

الكَثير من الظّواهر انتَشرت؛ ممّا لم تكُن قط في المُجتمع المُسلم.
وعُلوم دخيلة ظَهرت؛ لتُلبس على النّاس دينهمُ.
يُروّج لها من خِلال الدّورات التّدريبيّة ( مِثال: العلاج بالطّاقة ونحوها ).
فالعَودةُ للعقيدة الصّافية أحسبُه صَمّام الأمانِ.
::

نسألُ الله تعالى بكرمهِ ومنّه؛ أن يُبصّرنا هُداهُ،
ويُبتّنا على لا إله إلاّ الله؛ قولاً وعملاً بها؛ آمينَ.
::

وبورِك سعيُ إخوتي، ونفعَ اللهُ تعالى بهمُ.

بارك الله فيكم على إثراء الموضوع
وحقاً ... قوام المرء بالرجوع إلى العقيدة
فهى خير زاد وحصن للأهواء والجهل

إذا كنت لا تـدري ولم تَسَلِ الذي … تُرَى أنَّه يدْرِي ، فكيف إِذَنْ تَدْرِي

 
اللهم نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا
متقبلا ...

اللهم آمين
جُدَّ في السَّيْرِ ... واطْوِ المَرَاحِلَ ... وتَزَوَّدْ بِخَيْر الزاد
واعتمد على رب العباد
فهو نعم المولى ونعم المصير​
 
جزاك الله خيرا ونفع بك :rose:
 
توقيع : أبـو حفـص
بارك الله فيك اخى ضياء

:222love:
 
توقيع : ABU_SomaiaABU_Somaia is verified member.
عودة
أعلى