AL-EMBRATOR
مصمم زيزوومي متميّز
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على محمد أشرف الخلق وسيد المرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد
مررت على فائدة عظيمة من كتاب (الفوائد) للإمام ابن قيّم الجوزية، فأحببت أن اشارككم إياها
سأكتفي بنقل مُجمل الفائدة فقط

{ الضدّان لايجتمعان }
إذا كان القلب ممتلئاً بالباطل إعتقاداً ومحبة، لم يبقَ فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع .
كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لاينفع، لم يتمكن صاحبة من النطق بما ينفعه ، إلا إذا فرّغ لسانه من النطق بالباطل .
وكذلك الجوارح، إذا اشتغلت بغير الطاعة، لم يمكن شغلها بالطاعة إلا أذا فرّغها من ضدها .
فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به، لايمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه، إلا بتفريغه من تعلقة بغيره .
ولا حركة للسان بذكره والجوارح بخدمته إلا إذا فرغها من ذكر غيره وخدمته .
فإذا امتلأ القلب بالشغل بالمخلوق، والعلوم التي لاتنفع، لم يبقَ فيها موضع للشغل بالله، ومعرفة اسمائه، وصفاته،وأحكامه .
وسرُّ ذلك أن إصغاء القلب كإصغاء الأذن ؛ فإذا أصغى إلى غير حديث الله لم يبقَ فيه إصغاء ولا فهم لحديثه، كما إذا مال إلى غير محبة الله لم يبقَ فيه مَيْلٌ إلى محبته .
فإذا نطق القلب بغير ذكره لم يبقَ فيه محل للنطق بذكره كاللسان . إنتهى
ويقول ابن القيم في نونيته :
حُبّ الكتابِ وحُبّ ألحان الغِناء *** في قَلبِ عبدٍ ليسَ يجتمعانِ
وقبل هذا وذاك يقول الله تعالى في كتابه الكريم
{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ...}

أنصح الحميع بقراءة هذا الكتاب الرائع ففيه فوائد عظيمة
وبالله التوفيق .

التعديل الأخير: