ABU_SomaiaABU_Somaia is verified member.

إداري سابق
★★ نجم المنتدى ★★
عضوية موثوقة ✔️
إنضم
15 أبريل 2015
المشاركات
9,275
مستوى التفاعل
16,931
النقاط
4,070
الإقامة
مصر
غير متصل
SYEvoYq.gif

upload_2017-7-24_15-28-15.webp

...:::الصاحب ساحب :::...

إن أعظمَ ما يعين المسلم على تحقيق التقوى والاستقامة على نهج الحق والهدى ، مصاحبةُ الأخيار، ومصافاةُ الأبرار، والبعدُ عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار ، لأن الإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصفيه وجليسه ، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله ، والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه ،
upload_2017-7-24_15-22-1.webp

كما قال عليه الصلاة والسلام
" الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" [رواه أبو داود والترمذيُ بإسناد صحيح] ورضي الله عن ابن مسعود يوم قال " ما من شيء أدلُ على شيء ؛ من الصاحب على الصاحب" ومن كلام بعض أهل الحكمة ( يُظَنُ بالمرء ما يظن بقرينه)
upload_2017-7-24_15-29-53.webp

فلا غروَ حينئذٍ أن يُعنى الإسلام بشأن الصحبةِ والمجالسة أيما عناية ، ويوليها بالغ الرعاية ، حيث وجه رسول الهدى كلَ فرد من أفراد الأمة إلى العنايةِ باختيار الجلساء الصالحين ، واصطفاء الرفقاء المتقين ،
فقال عليه الصلاة والسلام " لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامَك إلا تقي" [رواه أبو داود والترمذي بإسناد حسن] كما ضرب للأمةِ مثلَ الجليس الصالحِ والجليس السوء بشيء محسوسٍ وظاهر ، كلٌ يدرك أثره وعاقبتَه ، ومقدارَ نفعه أو ضرره ، فقد أخرج الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي قال " إنما مثلُ الجليسِ الصالح والجليسِ السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحاملُ المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة "

1170001_211860799178369_1494740350_n.jpg

لذا .. فإن من الحزم والرشاد ، ورجاحةِ العقل وحصافةِ الرأي ، ألا يُجالسَ المرء إلا من يرى في مجالسته ومؤاخاتِه النفعَ له في أمر دينه ودنياه ، وإن خيرَ الأصحاب لصاحبه ، وأنفعَ الجلساءِ على جليسه من كان ذا بِرٍّ وتُقى ، ومروءةٍ ونُهى ، ومكارمَ أخلاق ، ومحاسنَ آداب ، وجميلِ عوائد ، مع صفاءِ سريرة ، ونفسٍ أبية ، وهمّةٍ عالية ، وتكمل صفاته ويَجل قدره حين يكونُ من أهل العلم والأدب ، والفقه والحكمة ، إذْ هذه صفات الكُمّل من الأنام الذين يأنس بهم الجليس ، ويسعد بهم الصديق ؛ لإخلاصهم في المودة ، وإعانتهم على النائبة ، وأمْنِ جانبهم من كل غائلة ، فمن وُفق لصحبة من كانت هذه صفات وأخلاقه ، وتلك شمائله وآدابه ، فذلك عُنوان سعادته ، وأمارةُ توفيقه ، فليستمسك بغرزه ، وليعضّ عليه بالنواجذ ، وليْرع له حق الصحبة بالوفاء والصدق معه ، وتوقيره وإجلاله ، ومؤانسته حال سروره ، ومواساته حال مصيبته ، وإعانته عند ضائقته ، والتغاضي عن هفواته ، والتغافلِ عن زلاته ، إذ السلامةُ من ذلك أمر متعذر في طبع البشر ، وحسبُ المرء فضلاً أن تعد مثالبه ومعائبه ،

upload_2017-7-24_15-16-15.webp

وإن شرَ الأصحاب على صاحبه ، وأسوأهَم أثرًا على جليسه ، من ضعُفت ديانته وساءت أخلاقه ، وخبُثت سريرته ، ولم تُحمد سيرته ، من لا همّ له إلا في تحقيقِ مآربه وأهوائه ، ونيلِ شهواته ورغباته ، وإنْ كان على حساب دينه ومروءته ، ولربما بلغ الحالُ في بعض هؤلاء ألا يقيمَ للدين وزنًا ، ولا للمروءة اعتبارًا ، ولا يرى للصداقةِ حقًا ، فمؤاخاةُ هذا وأمثالِه ضرب من العناء ، وسبيل من سبل الشقاء ؛ لِما قد يجلبه على صاحبه وجليسه من شرٍ وبلاء بصده عن ذكر الله وطاعته ، وتثبيطه عن مكارم الأخلاق ومقتضياتِ المروءة ، وتعويدِه على بذاءة اللسان والفحش في الكلام ، وحمله على ارتكاب أنواعِ من الفسق والفجور والأخذِ به في سبيل اللهو واللعب ، وضياعِ الأوقات فيما يضر ولا ينفع من أنواع الملهياتِ والمغريات ، وتبذيرِ الأموال في صنوف من المحرمات ، ولتتأمل أخي الكريم في حال من ابتلوا بإدمان المسكرات ، وتعاطي المخدرات ، واقتراف الفواحش والمنكرات ، واكتسابِ الأموال المحرمة من ربا ورشوةٍ وغيرها من المكاسب الخبيثة ، وما هم عليه من سوءِ الحال في أنفسهم وأهليهم ، وما كان لهم من أسوأِ الأثر على من يخالطهم ويصافيهم ، فمن شقاء المرء أن يُجالس أمثال هؤلاء الذين ليس في صحبتهم سِوى الحسرة والندامة ؛ لأنهم ربما أفسدوا عليه دينه وأخلاقه ، حتى يخسر دنياه وآخرته ، وذلك هو الخسران المبين ، والغبنُ الفاحش
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً}
upload_2017-7-24_15-9-9.webp

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

منقول : بقلم /سلمان بن يحي المالكي - صيد الفوائد

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

 

توقيع : ABU_SomaiaABU_Somaia is verified member.
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ

إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ
أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ

يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة ٍ
وَلاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ

لا كالذي يدعى وداً، وباطنهُ
من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُ

يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً
لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ


محمود سامي البارودي
 
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وعليكمُ السّلامُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
جزاكمُ الله تَعالى خيرًا.
وبورك النّاقل والمنقول عنهُ.

::
وحقيقة للأخلاّء أثرٌ وتأثيرٌ؛
علّ لا يعيه البعضُ؛ لكنّه ملموسٌ.
حتّى على الجانِب العائليّ؛
يتأثّر الجليسُ بأهله.
لذلك حرص ديننا الإسلاميّ على حُسن اختيار الأخلاّء؛
لأنّهم يؤثّرون على المرء: خُلقًا ودينًا.

::
نسألُ الله تعالى أن يهبَ لنا من يُعيننا؛
على ذكره وشُكره وحُسن عبادتهِ.

::
واللهُ تعالى يكتُب أجركُم.
 
توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.
جزاكم الله كل خير أخي أبو سمية للطرح القيّم...
 
توقيع : ABU_SomaiaABU_Somaia is verified member.

مقال رائع جدا ذو فائدة كبيرة

يحتاج كل منا يقف مع نفسه وينظر الى اصحابه


جزاك الله كل خير اخى الكريم
 
توقيع : حسام النونو
عودة
أعلى