راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

••• السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته •••
إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛
مقالٌ قيّم؛
أرجو أن نفيد منه جميعًا.
/

/
يا أبتِ
.......................
أ. عبدالله أشرف محمّد سعد
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رب اجعلني برًّا بوالديَّ، ولا تجعلني جبارًا عصيًّا.
ما بين: ﴿ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ﴾ [مريم: 44]، و﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾ [الصافات: 102]؛
حكاية دَهرٍ طويل،
تتلخَّص في: ﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الصافات: 105].

يُحسِن الابن إلى أبيه الفظِّ الغَليظِ، ويُقابلُ الطردَ بحِلمٍ ورحمةٍ:
﴿ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ﴾ [مريم: 47]،
وحين تمرُّ الأيام بعد أن بلغ الكِبَرَ،
يجد ابنًا بارًّا يُعينُه على تنفيذ أمر الله، فيكون له مزيد رفعة،
هو أبونا إبراهيم،
هو سمَّانا المسلمين من قبل - عليه السلام.
برة.

نطوي قرونًا بعد تلك العظمة لنقول: يا أبتِ، في همسٍ خافتٍ،
إنه همسُ اعترافٍ بأبوَّةٍ حانية تُقابِلها قسوة الابن وجُحودُه لكنه يلتفت إلى نفسه،
ويُحاول أن يهمسَ: يا أبتِ، نعم الأب أنت، وبئس الابن ابنك!

يا أبتِ، إنَّني أذكر جميلك، أَعرِفُ قدرَ المشاعر التي تَحمِلها لصغيرك،
لا أتذكَّر تفاصيل الصرخات الأولى؛ لكنَّني مُوقِنٌ أنها كانت بداية لمنَّةٍ ربانية بشفقة أبوية،
ولطف ورحمة، واثق أنك كنتَ تَنظُر إليَّ بلُطفٍ فَرِحًا مبتسمًا؛
ذلك أنني حين كبرتُ رأيت ذلك بعيني، رأيتك وأنت تقدمني لأصدقائك وتُثني عليَّ خيرًا.
تتذكَّر تلك اليدُ الصغيرةُ أنك كنت تمسك بها وتسير إلى المسجد؛
تارةً لتُبكِّرَ إلى صلاة الجمعة، وتارة لسائر الصلوات، ولم يكن ظلام الفَجرِ مُستثنى،
الآن أعلم أنك كنت تصنعني لمهمة عظيمة، كنت تُربِّيني على العبودية لله،
وعلى أن أكون شابًّا ينشأ في عبادة ربه.
تارةً لتُبكِّرَ إلى صلاة الجمعة، وتارة لسائر الصلوات، ولم يكن ظلام الفَجرِ مُستثنى،
الآن أعلم أنك كنت تصنعني لمهمة عظيمة، كنت تُربِّيني على العبودية لله،
وعلى أن أكون شابًّا ينشأ في عبادة ربه.
الآن أعلم أنك كنتَ تسيرُ بي نحو الجنَّة في كل مسير نسير به نحو المسجد،
كنت تشقُّ لي الطريق الذي يَنبغي أن أسير فيه أبدَ الدَّهرِ حتى أصل إلى تلك الغاية السامية.
أي أبتِ، لم تَنقطِع نصائحُك وتوجيهاتُك لي، كنتَ تَعتصِرُ خبرتك لتصبَّها في كأسٍ أشربه؛
هانئَ البالِ حتى أنجح وأتميَّزَ، كل نصيحة كانت خبرةَ عام أو عقد من الزمن أو يزيد،
وها هي تأتيني بأيسر ما يكون، لم أكن يقِظًا لأقول: نعم سأعمل بمقالك فقد اختصرتَ عليَّ الجهد والوقت؛
لأكتشف الحياة وأعلم خافيَها، لكنَّني أقولُها اليوم: أي أبتِ آسفٌ وشكرًا؛ ذلك أن كثيرًا من النُّصحِ؛
تُسديه إليَّ أُعرِض عنه وأشيح، ثم ما ألبث أن أصل إلى؛
أنه صواب ولكن بعد أن فوَّتُّ فرصة اختصار الزمن والجهد!
كنت تشقُّ لي الطريق الذي يَنبغي أن أسير فيه أبدَ الدَّهرِ حتى أصل إلى تلك الغاية السامية.

أي أبتِ، لم تَنقطِع نصائحُك وتوجيهاتُك لي، كنتَ تَعتصِرُ خبرتك لتصبَّها في كأسٍ أشربه؛
هانئَ البالِ حتى أنجح وأتميَّزَ، كل نصيحة كانت خبرةَ عام أو عقد من الزمن أو يزيد،
وها هي تأتيني بأيسر ما يكون، لم أكن يقِظًا لأقول: نعم سأعمل بمقالك فقد اختصرتَ عليَّ الجهد والوقت؛
لأكتشف الحياة وأعلم خافيَها، لكنَّني أقولُها اليوم: أي أبتِ آسفٌ وشكرًا؛ ذلك أن كثيرًا من النُّصحِ؛
تُسديه إليَّ أُعرِض عنه وأشيح، ثم ما ألبث أن أصل إلى؛
أنه صواب ولكن بعد أن فوَّتُّ فرصة اختصار الزمن والجهد!
يا أبتِ، إنني وإن ظهرَتْ لك مني جفوة ولا مُبالاةٌ، إلا أنني مدينٌ لك بالفضل رغم أنفي،
وإني والله أكنُّ لك من المودة ما الله به عليم، سأظل أنادي: "اللهمَّ اجزِه عنِّي خيرَ الجزاء،
وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة"؛ ذلك أني لا أملك إحصاءً لكل بَذْلِكَ،
ولا أملك جزية أجازيك بها، وإن فعلتُ ما فعلتُ! أمَّا الله - عز وجل -
فهو يُجازيكَ وإن قوبل إحسانك بالجحود،
وإني لأرجو أن أُوفَّقَ للإحسان إليك، وأن أجدَ ذلك مُدَّخرًا لي عند ربي

وهمسة في الختام:
إليك أخي المسلم: ((أحيٌّ والداك))؟!
إن أحدهما أو كلاهما: ((ففيهما فجاهد)).
تمت..

اللّهم أعنّا على برّ والدينا، واجزهم عنّا خير الجزاء.
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
