راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

••• السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته •••
إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛
مقالٌ قيّم؛
أرجو أن نفيد منه جميعًا.
/

/
كُن مُسامحًا
.......................
أ. محمّد سعيد الهامشميّ.التسامح كلمة رائعة على الألسنة، مُحَبَّبة إلى النفوس المؤمنة،
ولكنَّها - كغيرها من معالي الأمور و
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
لا تأتي في أوَّل الأمر بسهولة تامَّة، ولا تنقاد لمن طلَبَها براحة بالٍ،
بل لا بُدَّ - عند الإقدام عليها- مِن مُجاهدةٍ للنفْس، وتجرُّعِ شيءٍ من الألَم.
فالعفو والصفح والتسامح من أبواب الإحسان؛ ونيل الرحمة والغفران وجزيل الثواب؛
قال الله تعالى: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13].

ولا يُعان عليها إلا أهلُ البصائر المستنيرة،
ولا يَعرف قيمتَها إلا أصحابُ القلوب النديَّة والنفوس الرضِيَّة،
الذين يستشرفون أن يعيشوا حياتَهم مع مَنْ حولهم بارتياح وطمأنينة،
دون أن يستبدَّ بهم قلقُ الانتقام، أو نشوةُ الانتصار، وصَدَق رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؛
حيث قال: ((ليس الشديدُ بالصرَعة، إنَّما الشديدُ الذي يملكُ نفسَه عند الغضب)).

التسامحُ بلسَمٌ للرُّوح وراحة للجسم؛ لأن الحقدَ والغضب ؛
يوقعان النفسَ في الأمراض الفاتكة والعلل المفسدة.
وأهل العفو هم الأقرب لتحقيق تقوى الله جل وعلا؛
قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [البقرة: 237].
ولو تأمَّل الناس قليلاً في حِلم الله عزَّ وجلَّ على المخلوقين،
وصَفحه عن زلاتهم لرفعوا التسامحَ شعاراً، ولاتَّخذوه مبدءاً.

قَدْ كانَ لنَا فِي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأسوةُ الحسنةُ فِي التسامحِ والعفوِ،
فمِنْ مواقفِهِ صلى الله عليه وسلم التِي تفيضُ حلمًا وسماحةً حينمَا فتحَ مكةَ؛
إذْ قالَ صلى الله عليه وسلملِمَنْ آذَوْهُ وأخرجُوهُ مِنْ بلدِهِ:
« يا مَعْشرَ قريشٍ ما تَظُنُّونَ أنِّي فاعِلٌ بكُمْ؟» قالوا: خيراً أخٌ كرِيمٌ،
وابنُ أخٍ كريمٍ، قالَ: « فإنِّي أقُول لكُمْ كمَا قالَ يوسفُ لإخوَتِه:
(( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُم اذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاءُ)).
نِعْم السماحة، ونِعْم العفو عند المقدرة.
فمِنْ مواقفِهِ صلى الله عليه وسلم التِي تفيضُ حلمًا وسماحةً حينمَا فتحَ مكةَ؛
إذْ قالَ صلى الله عليه وسلملِمَنْ آذَوْهُ وأخرجُوهُ مِنْ بلدِهِ:
« يا مَعْشرَ قريشٍ ما تَظُنُّونَ أنِّي فاعِلٌ بكُمْ؟» قالوا: خيراً أخٌ كرِيمٌ،
وابنُ أخٍ كريمٍ، قالَ: « فإنِّي أقُول لكُمْ كمَا قالَ يوسفُ لإخوَتِه:
(( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُم اذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاءُ)).
نِعْم السماحة، ونِعْم العفو عند المقدرة.

أحمد إمام أهل السنة رضي الله عنه ورحمه - جلده المعتصم؛
حتى التأم جلده على جرح فلما مات المعتصم؛
قرر الأطباء أنه لابد من إجراء عملية جراحية، ليس فيها بنج ولا مخدر.
اللهم إلا المبضع والقطع والآلام والدماء النازفة.
فلما عرض على الأطباء وبدأ الطبيب ببضع جلده وأصابه من مس الموس،
قال متأوها متألما قال رحم الله المعتصم اللهم اغفر للمعتصم.
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتبُ ♦♦♦ ولا ينال العلا من طبعه الغضبُ

التسامح تلكمُ القوَّة الخفيَّة والمنسيَّة في قِيعان نفوسنا،
والتي إذا ما أُبرزَت عمَّت الدنيا المحبَّةُ والسلام.
ولربَّ لحظة من لحظات التسامح أوقفت حرباً، وحقنَت دماً،
وجلبت خيراً عَميماً، وولَّدت حبّاً عظيماً.
الأطفالُ أكثر تسامحاً لأن نفوسهم بريئةٌ وقلوبهم نقيَّة، وأرواحهم عَذبة رضيَّة،
ففي قمَّة ثورتهم وانهمار دموعهم يرتمون بأحضان من زجَرَهم وحال بينهم وبين ما يحبُّون،
وسرعان ما يبتسمون لقطعة الحلوى.
اقرؤوا التسامحَ في عيون الأمهات، وفي قُلوب الآباء،
وفي وفاء الأصدقاء، إنهم يملؤون الدنيا روعة،
ويَنشرون المحبَّة بين الناس انتشارَ الأرَج في نسيم الصَّبا.
تمت..

اللّهم علّمنا ما ينفعنا.
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
