الشبل اليماني

زيزوومى محترف
إنضم
10 يوليو 2008
المشاركات
2,462
مستوى التفاعل
14
النقاط
730
الإقامة
۩ زيزووومي للأبد ۩
الموقع الالكتروني
www.zyzoom .org
غير متصل
الحمد لله المنعم على عباده بما هداهم اليه من الايمان والمتمم أحسانه بما أقام لهم من جلي البرهان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه وعلى من تبعهم بأحسان الى يوم الدين.
سبحان الذي أحكم آياته بأن جعل علم الناسخ والمنسوخ علما عظيما في كتاب مكنون عميق الغور ، راسخ المعالم ، أسراره تذهل أرباب الفكر والعلماء الذين يمعنون النظر والاعتبار ، وعلومه دقيقة منه ما أحصاه العلم ومنه ما لم يحط به العلماء لاستنباط معالمه وكشف أسراره ، و معرفة خباياه العميقة ، وعلوم القرآن تترابط فيما بينها وتتكامل لبناء صرح متكامل وفق أصول عظيمة بعظمة كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل ، وقد أخطأ من اعتقد أن زمن علم الناسخ والمنسوخ قد ولى , وأحصى ناسخه من منسوخه ورفع يديه عن هذا البحر الزاخر والمزدهر بعلوم لا تحصى ، وكتاب الله العزيز فيه دعوة متجددة الى الاجتهاد والبحث والاستنباط والترجيح فيما علم ، وعلى قدر هذا الاجتهاد والعلم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يتم الشرب والارتواء من هذا النبع الصافي .
ولقد شدد الصحابة رضوان الله عليهم معرفة علم الناسخ والمنسوخ ومن تبعهم من علماء الأمة سواء في كتاب الله عز وجل أو في الأحاديث النبوية وهذا العلم أشار اليه كتاب الله عز وجل بدقة متناهية لعظمة هذا العلم ولا بد من استنباط معالمه ومعرفة خباياه ، فهذا ابن حزم يجعل معرفة الناسخ والمنسوخ فرضا على المسلمين وذلك لخطورة الخوض فيه بغير علم ، فمذا لو أطلق العنان لكل واحد فأخذ يحلل ويحرم من آيات كتاب الله العظيم والتي تلزم العلم به وبعلومه .
ولقد اختلف علماء الأمة في فريضة الجهاد بما علموه من نسخ آيات الجهاد العديدة فتعددت الفرق فمن قائل بالنسخ وجعل آية السيف ناسخة لعشرات الآيات المتعلقة بالجهاد ، ومن قائل يجب التوفيق بين الآيات ، وفريق يقول يجب اعتبار التدرج التاريخي والواقع الحركي ومنهم من قال بالمرحلة كالامام الزركشي وبرز بوضوح اختلاف الأئمة باختلاف مشاربهم بما عقلوه من علم الناسخ والمنسوخ فيما يتعلق بآيات الجهاد .
والذي يتأمل بعمق في الآيات التي يكون فيها دعوى النسخ ضعيفا ولم يجد العلماء ما ينسخها ولم يقل بها أحد فهي منسوخة بالاجماع وكل من عارض نصا باجماع وادعى نسخه من غير نص يعارض ذلك النص فأنه مخطئ وبذلك يجب التوفيق والجمع بين الدلائل وتكون واضحة ومستساغة ، وهذا يعزز الانفتاح على الآراء الفقهية الأخرى بصدر رحب دون تحجر أو تعصب أو استئثار بعلم بغير حق ، وكأن النسخ يساير سنن التطور التدريجي وهي تتغير وتتجدد باستمرار وفق سنن التدافع وتتفاوت بما عقله القوم بعلمهم وتقواهم ، وهذا رحمة من الله تعالى لعباده وهو العليم الخبير .
اذن فهذا العلم فيه من السعة والرحمة وهي من رحمات الله العظيمة لأمته باختلاف المشارب ، ولقد لاحظ علماء الأمة ذلك حيث قالوا ان النسخ فيه ما يشبه تخصيص الحكم ببعض الأزمان ، والنسخ فيه ما يشبه رفع الحكم ، وهذا التشابه جعل بعض العلماء في الاشتباه حتى أنكر بعضهم النسخ في الشريعة وقال بأنه تخصيص ، ولكن النسخ غير التخصيص ، والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه (ما ننسخ من آية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها ) الآية .
 

توقيع : الشبل اليماني
مشكور اخي الشبل اليماني,,
 

جزاك الله خير الجزاء
واثقل بها موازين حسناتك
 
توقيع : سوار
عودة
أعلى