كريم الجنابي
مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية
طاقم الإدارة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
عضوية موثوقة ✔️
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

امدح إيجابية في طفلك واحصل على الأخرى مجانا



يا لها من كلمات "لقد ظننتُ يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك". بربك ما هو حال الابن حينما يكتشف أن أمه أو أباه أو معلمه ينتظر سؤاله (هو) بالذات من بين أقرانه ! نلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم وجّه طاقة أبي هريرة رضي الله عنه، وشجعه فيما يحسنه من العمل، وهو حفظ الحديث والعناية به.

إننا حين نمتدح صفة إيجابية في أطفالنا ونسلط الضوء عليها نساعد أطفالنا على المحافظة عليها وتنميتها وتكرارها؛ فالصفة الإيجابية بحاجة للتنمية والرعاية وإلا ذبلت كما تذبل الزهرة. وفي قصة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في ذي قرد لمَّا رجعوا قافلين إلى المدينة بعد أن أبلى سلمة بلاءً حسنًا، يقول سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة، قال: ثم أعطاني رسول الله سهمين، سهم الفارس، وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعًا، ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة"[2].

تأمل هذه الحادثة، وكم فيها من الثناء والتشجيع، وتقدير الكفاءات، والتخصيص في ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة".
إن كثيرًا من أصحاب الكفاءات يصابون بالضمور، بل ربما يموتون وتموت مواهبهم وإمكاناتهم؛ لأنهم لم يجدوا من يدفعهم بكلمة ثناء، أو يرفعهم بعبارة تشجيع.
إن كثيرًا من أصحاب الكفاءات يصابون بالضمور، بل ربما يموتون وتموت مواهبهم وإمكاناتهم؛ لأنهم لم يجدوا من يدفعهم بكلمة ثناء، أو يرفعهم بعبارة تشجيع.

يعتقد بعض الأطفال أنهم غير ناجحين، وعادة يكون هذا الاعتقاد غير صحيح. قم بتصحيح هذا الاعتقاد بإلقاء الضوء على مواطن القوة والتميز، وأظهر فعاليتها وشجعها؛ لتنمية ثقة الأطفال بأنفسهم. فهذا يساعد على إيجاد شعور بالنجاح. والنجاح يولِّد نجاحًا آخر. عندما تثني على تفوق طفلك في مادة الرياضيات؛ سوف يشعر بتحسن داخلي تجاه المدرسة ويتملكه الشعور بالنجاح؛ وبذلك سيكون أكثر حماسًا للتفوق في بقية المواد الدراسية؛ فالنجاح يولِّد نجاحًا آخر.

إذن! هيا لنفتش عن مكامن التميز، وخبايا المواهب في أبنائنا؛ لنشنِّع عليها بمدحنا وثنائنا، ونفضحها أمام الملأ. إن بعض الآباء والأمهات لا يعارض على أصل الثناء والمدح، بل ويعتقد أهمية ذلك، لكنه أُتِيَ من قِبل نظرته السوداوية لأبنائه؛ فلا يرى إلا القبيح.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا
حكمة
لو كانت السلبيات والعيوب والنقائص مرضًا يسري في جسد بكامله إلا عضوًا واحدًا منه.
لكان دواءُ ذلك الجسد امتداحَ العضو الصحيح والثناء عليه !

[1] [صحيح البخاري رقم: 99].
[2] [صحيح مسلم رقم: 1807].
للامانة / منقول


التعديل الأخير: