كريم الجنابي

مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية
طاقم الإدارة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
عضوية موثوقة ✔️
كبار الشخصيات
إنضم
1 ديسمبر 2012
المشاركات
25,562
مستوى التفاعل
70,229
النقاط
10,820
الإقامة
ZYZOOM
غير متصل
29133



الغــــــرور آفة مدمرة


jgZfqeb.gif


إن المرء الذي يسعى إلى النجاح ينبغي عليه أن يتحلى بعظيم الخلق فليكن لديه ثقة بنفسه يسعى نحو التفوق بخطى مدروسة ومعلومة يزينها التوكل على الله والاعتماد عليه فتجده واثقا بنفسه يسير على الأرض ملكا يعلم أن الخالق سبحانه وتعالى يحب عباده المتواضعين لأنهم أقوام أرواحهم مشرقة وأفئدتهم عامرة، وقلوبهم مضيئة بنور الإيمان الخالص الذي لا تشوبه شائبة فهم ينكرون ذاتهم لأنهم عقلاء لا يعرفون إلا سيدهم وولي نعمتهم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فأوجد وخلق وأعطى ورزق.

فإن الذي يتطاول بعلمه أو يتكبر بماله أو يغتر بذاته دائما يبتليه الله بنكبات لا مخرج منها إلا بجهود خاصة تناسب عبقريته وفطنته فقد وكله الله لنفسه ومنع الارتواء عن بستان قلبه فلا سند له ولا ظهير فهو برأسه يدبر حاله كما كان يظن أنه ملك الدنيا وبيده زمام الأمور فإن الله تعالى يوكله إلى نفسه، أما من ستر نفسه برداء التواضع فقد دخل حصن الله الحصين ونوره المبين الذي من دخله كان من الآمنين.


فإن الثقة بالنفس تأتى من عوامل عديدة منها تكرار النجاح، والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة والحكمة في التعامل وتوطين النفس على تقبل النتائج مهما كانت والحرص على تصويب الأخطاء والاستفادة منها ومعالجة السلبيات وهذا شيء إيجابي، فإن العلم والمال والذكاء أشياء لا تعاب ولا تكره إلا إذا امتزجت بجحود أو اقترنت باستكبار وغرور وامتلأ صاحبها بالعجب والتيه فتؤدي به إلى الضلال وتورده المهالك وتكون سببا في خلوده في النار والعياذ بالله.


فلقد امتلك قارون القناطير المقنطرة وما عاب أحد ذلك عليه بل طلبوا منه أن يعرف مصدر النعمة ويتوجه إلى المنعم عليه بهذا الفضل بالحمد والشكر وأن يبتغي بماله وعلمه الدار الآخرة مع استمتاعه بالحياة الدنيا، لكنه اختار طريق البغي والبطر ولجأ إلى التعالي والغطرسة وقال كلمته الفاجرة كما وضحت لنا آيات القرآن الكريم :(قال إنما أوتيته على علم عندي) وهي كلمة المطموس المغرور الذي يحسب الأسباب الظاهرة هي سبب كل شيء ويتناسى قدرة العليم الخبير الذي يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة يدبر الأمر فكل ما يجري في هذا الكون العجيب بتقدير العزيز العليم ولسنا هنا في مقام سردا لقصة قارون مع موسى عليه السلام، ولكنا بصدد التنديد والإنكار على كل من سولت له نفسه الاستعلاء والفخر والزهو.


إن لسان حال كثير من العلماء والأذكياء الذين ظنوا أنهم علموا كل شيء وملكوا زمام الأمور وأن كل شيء بأيديهم فيقولون بما أرادوا وما شاءوا فتأخذهم الأنفة في دين الله هؤلاء أول من تسعر بهم النار يوم القيامة وكذلك المتعلمين الذين ينطقون بما نطق به قارون الأول لكن دون شعور ودون وعي لعاقبة ذلك، فربما هذا المتعالي يكون صاحب كلمة أو صاحب نفوذ فيكون ارتكب بذلك سيئة تصاحبه في قبره إلى يوم القيامة فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، فهذا الشعور الدخيل الذي لا يمت لطبيعة الإنسان الجوهرية بصلة مع أنه وثيق الصلة بشخصية الإنسان السطحي وتفكيره القاصر وتبختره الساذج كالطاووس الزاهي الألوان يتعالى بالكبرياء والعنفوان.


فالعاقل هو من يحاول أن يكسب مودة الناس من خلال التواضع لهم، ولين الجانب وخفض الجناح وإشعارهم بمكانتهم وتقديره واحترامه لهم وعدم التعالي عليهم لأي سبب كان أشعرهم أنه مثلهم، وأنهم أفضل منه في عدة نواح يجلس حيث يجلسون ويستمع إليهم ويستفيد منهم ويتعلم منهم، فنصيحة لقمان لابنه في التواضع وهي لكل مسلم ومسلمة وليست لابن لقمان وحده يقول الله تعالى(ولا تصعر خدك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً) ، فإن الغرور يتناقض مع الثقة بالنفس وينسى المرء ثمار النعمة وفضل المنعم وذلك لأنه آفة خطيرة وسرطان نفسي، إذا تغلغل في عقل الإنسان واحتل خلايا دماغه يصبح من العسير بل من المستحيل استئصاله، فيسري في خلايا الفكر ويتلف أنسجة التمييز ويقتل في الإنسان المزايا النبيلة ويدمر القيم الإسلامية ويستبدلها بغرائز دخيلة لا تمت للتكوين السوي بصلة لأنها معدن غريب لذا فإن امتلاكها أمر معيب.

فالمغرور يظن نفسه حكيما عليما وصاحب تجارب سواء على المستوى الخاص بين أسرته وأهله وعشيرته أو على المستوى العام في بلده ووطنه، كما يتبادر له أنه طويل الباع وغير محدود القدرات فهو يعلم كل شيء ويعرف خبايا الأمور وخفاياها ولأنه زئبقي يظن أن بمقدوره الإمساك بكل صغيرة وكبيرة وكل ما هو ثابت ومتحرك لأن عقله القاصر دائم الحركة والاندفاع في كل اتجاه، فيتسم بسمة الاستعلاء ويهنئ نفسه على مقامه الرفيع وتأثيره على الجميع ولنتعلم من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن نكون من المتواضعين فنفوز بجنة النعيم


<<منقول>>​


13612226324.gif



20528
 

توقيع : كريم الجنابي
بارك الله فيك اخى كريم
على الجلب الطيب
 
توقيع : ALmehob
بارك الله فيك اخى كريم
على الجلب الطيب
شكرا لمرروك الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيك

 
توقيع : كريم الجنابي
ead99vu.gif
 
توقيع : عبدالله الجنابي
الله يعطيك عافيه موضوع قيم ورائع
 
توقيع : Gone without a trace
عنوان الموضوع افضل تعريف لهذه الصفه
تسلم اخي على الانتقاء الرائع
مودتي ..
 
توقيع : روايدا
من اكبر الكبائر عند الله تكبرالانسان ومن تواضع لله رفعه

الغرور دليل على الذل اكثر منه دليل على الكبر


لا تفاخر بجمالك او مالك او طيب اصلك فلست انت صانع
شي من هذا
قوله تعالي: «سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق» «الأعراف»
وقال سبحانه:
«أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين «الزمر»
وفى سورة الأنعام جاء التوبيخ لأهل الكبر وهم يشوون فى نار جهنم زيادة فى الايلام والتحسير: فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنت تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون»
وفى سورة الأحقاف يقال لهم: ذلكم بما كنتم تفسقون «فطوبى لأهل التواضع والرفق ووقانا الله شر الكبرياء والخيلاء بفضله وإحسانه
قال الرسول صلى الله عليه و سلم
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال درة من كبر
ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد
ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه

قال الله تعالى في الحديث القدسي "الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار"


ان الغرور قد يدفع الانسان الغبي الى التنكرللحق والبعد عن الاستقامة



جزاك الله خيرا ونفع بك الاسلام والمسلمين

دمت للتميز والتالق عنوان اخوي
 
توقيع : abu_youssefabu_youssef is verified member.
الله يعطيك عافيه موضوع قيم ورائع
بارك الله فيك
وجودك في موضوعي شرف لي
جزاك الله خير واثابك الجنة
 
توقيع : كريم الجنابي
عنوان الموضوع افضل تعريف لهذه الصفه
تسلم اخي على الانتقاء الرائع
مودتي ..

بارك الله فيك ِ
حفظكِ الله .. لقد سعدت بردكِ الرائع
 
توقيع : كريم الجنابي
من اكبر الكبائر عند الله تكبرالانسان ومن تواضع لله رفعه
الغرور دليل على الذل اكثر منه دليل على الكبر

لا تفاخر بجمالك او مالك او طيب اصلك فلست انت صانع
شي من هذا
قوله تعالي: «سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق» «الأعراف»
وقال سبحانه: «أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين «الزمر»
وفى سورة الأنعام جاء التوبيخ لأهل الكبر وهم يشوون فى نار جهنم زيادة فى الايلام والتحسير: فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنت تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون»
وفى سورة الأحقاف يقال لهم: ذلكم بما كنتم تفسقون «فطوبى لأهل التواضع والرفق ووقانا الله شر الكبرياء والخيلاء بفضله وإحسانه
قال الرسول صلى الله عليه و سلم
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال درة من كبر
ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد
ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه

قال الله تعالى في الحديث القدسي "الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار"


ان الغرور قد يدفع الانسان الغبي الى التنكرللحق والبعد عن الاستقامة



جزاك الله خيرا ونفع بك الاسلام والمسلمين

دمت للتميز والتالق عنوان اخوي
سعدت بردك وتعقيبك الرائع اخوي ابو يوسف

قال ابن القيم
كن في الدنيا كالنحلة
ان اكلت اكلت طيبا
وان اطعمت اطعمت طيبا
وان سقطت على شيء
لم تكسره او تخدشه
 
توقيع : كريم الجنابي
عودة
أعلى