الغزاليه

زيزوومي جديد
إنضم
6 يوليو 2011
المشاركات
10
مستوى التفاعل
1
النقاط
20
الإقامة
مصر
غير متصل
بقلم:سامح عسكر
الطبيعة الغير مستقرة للمجتمع المصري
إذا أردت أن تعرف شعباً ما كيف يفكر وكيف يسلك فانظر إلى طبيعته..هل هي طبيعة تعتمد على التاريخ أم على الحِسّ القومي والديني، وإذا كان هناك رابط لتشكيل هذا الحِسّ بالتاريخ فما هي الأحداث التي أثرت فيه وكيف نفهمها أو نتعامل معها، وهل هناك ما يُقابلها في الحاضر أم لا؟..وإذا كان هناك وافد ثقافي يعتبر نفسه أصيلاً في المجتمع.. إذن ما الذي صنع هذا الوافد، وهل الطبيعة -التي نتحدث عنها- هي التي أنشأت هذا الوافد أم أن هناك نماذج للطبيعة تتشكل حسب غلبة الحِسّ؟..الحل هو في التسليم بتعدد نماذج للطبيعة.. نظراً لأن مؤثر الوافد يكون عبر طبيعة أخرى تربطها مع الطبيعة الأم بروابط دينية أو عِرقية، فمن السهل أن أدعو كمصري برباط الدين والعِرق في بلاد المغرب ولكن لن أستطيع فِعلُ ذلك في بلاد الصين، ونظراً لأن هناك ضروريات لا غِنى عنها لكل البشر فيجوز لي أن أدعو بهذه الضروريات في المجتمع الصيني والمغربي معاً...وهذا ما يجعل التسليم "بكثرة نماذج الطبيعة" حلاً لتضمن أي طبيعة ضروريات لا غِنى عنها.
هناك إشكالية أخرى وهي أنه لو سلمنا بوجود عِدة نماذج للطبيعة الواحدة فهذا يعني وجود إشكالية في مفهوم" الهوية" -لذلك الشعب- ذلك لأن كثرة النماذج تعني تعدد الهويات، فالهوية هنا ليست هوية شخص ولا هوية مجتمع بل هي هوية مكان، فيجوز أن يكون لكل مكان هوية خاصة عبر طبيعة خاصة، لأن المجتمع –في الغالب-يُفكر بالمرجعية التي أنشأها الحِسّ القومي والديني أو بما يُعرف عند البعض.."بالعقل الجمعي"..أما الاستثناء فيكون في شيوع العقلانية التي هي لا تُشكل أُطر تفكير –مجتمعية-خارج صندوق هذا الحِسّ...ونعترف بأن هذه العقلانية هي أكبر خطر على الهوية ومبادئها، وإذا كانت هناك مجتمعات بدأ مفهوم الهوية لديها يندثر فهناك مجتمعات أخرى تطور لديها مفهوم العقل بتطور "معاني الضرورة"فأصبحت تلك المجتمعات تُشكل هويتها الخاصة في كل حُقبة زمنية..وبالتالي فهي تحتفظ بهويتها التي تتطابق مع عقلها الجمعي باستمرار.
المجتمع المصري ملئ بتعدد الثقافات والنزعات ..ولكن على كثرتها فهي لا تفصل-لديه-مابين مبادئ الدين ومبادئ الهوية.. فالاثنان عند المصريين واحد، كذلك في الاعتقاد بتلازم المعرفة مع الأخلاق وهذا الاعتقاد سمة من سمات المجتمعات الأمية والمصريون يعانون من هذا الاعتقاد للأسف الشديد، والسبب يقبع في تراكب معاني الاستبداد في النفس المصرية منذ أمدٍ طويل، ويأتي هذا التراكب في وجوه لها قابلية عند المصريين كمثال"النزعة الأبوية"و يُعبر عنها المصريون في المَثَل الشهير.."اللي مالوش كبير يشتري له كبير"..وهو تعبير عن اليقين بقصور الذات واستحالة المعرفة..وفي ظل هذا الاعتقاد تتضخم مفاهيم "الضرورة"فتقوم بتشكيل هوية "المكان" باستمرار.. وتتجدد بتجدد قوانين وهوية هذا المكان.
ولكن في النهاية تكون هذه الأمثلة –في صناعة الهوية-هي ذاتها تكون الأزمة مع الحرية وما يتعلق بها سمات وإسقاطات .
فتصادم الهوية مع الحرية يأتي من فهم الضروريات في المقام الأول، ذلك لأن تضخم الضروريات -عبر معاني الاستبداد- ينزع معنى الضرورة من سياقها التاريخي ويضعه في سياق آخر واقعي، فيأتي الاعتقاد المخطئ بتشابه الأحداث ومظاريفها في جميع الأشياء وهذا خطر كبير تعاني منه المجتمعات الغير مستقرة، ذلك لأن من أهم معالم المجتمع المستقر هو النَظَر للتاريخ للاعتبار من الأحداث ومن النتائج وليس للتطابق..هذا لأن التاريخ هو غير خطي أصلاً، فهذا المجتمع المستقر هو القادر على إنشاء معايير أكثر صرامة له وتكون أكثر دقة في الاحتفاظ بهويته حتى في ظل إشكالها مع الحُرية، وأعتقد أن المجتمع الأوربي يملك هذه الميزة..فقد استطاع الاحتفاظ بهويته رغم شيوع معاني الحرية فيه، في المقابل لو كانت معاني الحرية تلك متوفرة في المجتمع العربي"الآن" وبنفس المقدار لضاعت هوية العرب في زمن قصير.
إن الحُكم باستقرار وعدم استقرار أي مجتمع يكون عبر دراسة فهم هذا المجتمع للحريات، ذلك لأن المجتمع يحوي -في الغالب- عقلاً جمعياً تراثياً ومبادئ وأخلاق عامة تكون هي المعايير لديه..والمجتمع الذي يفهم الحرية من منظور الهوية تختلط لديه المعايير فيكون الصدام والعُنف هو سمته العامة، بينما ليس بالضرورة أن نفهم الحرية من أي مناظير.. يكفي بأن نعتقد في حرياتنا أنها خاضعة للمعايير العامة وليست-الخاصة-ويعني ذلك أنه يجوز لنا بأن نصف التنويري بالاستبدادي، والمنغلق بالحر العادل والعكس صحيح، فالتنويري قد يعمل في إطار حِزبي فيرى الآخر بمنظور هويته، وقد يعمل في إطار عاطفي فيكون رأيه تابعاً لانفعالاته.. وحينها يجور على كافة المعايير لديه، أما المُنغلق فهو بالأصل مستبد ولكن يجوز لنا بأن نصفه بالمستبد العادل، هذا لأن استبداده يكون من حيثية الأحكام المُطلقة لديه، ويكون عدله من حيثية فهمه للحرية..ولدينا أمثلة كثيرة في الواقع وفي التاريخ للاعتبار.
ما أود قوله في النهاية أننا إزاء مجتمع غير مستقر في مصر، وأن من طبيعة مجتمعات كهذه أنها لا تُفكر بنَسَق واحد.. نظراً لأن تعدد الطبيعة خلق لديها مشاكل في الهوية، وأن هذه المُشكلات يأتي علاجها من رحم الحُرية، وأن المؤثرات الخارجية -على فرض قوتها- هي تعمل في هذا الإطار، وأن معاني الاستبداد الكامنة -على فرض ضعفها-هي التي تواجه هذه المؤثرات عبر حِسّها القومي والديني وجذورها التاريخية..هذا الصراع مشتعل في مصر منذ بداية عصر التنوير فيها...أي منذ زمان رفاعة الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده وقاسم أمين وغيرهم..ولكل طرف في هذا الصراع جولات خاسرة وأخرى رابحة، وأن معاني الاستبداد تربح حين يكون الانطلاق والتفكير من الهوية ، وأن الحرية تربح حين يكون الانطلاق والتفكير بالمعايير والضروريات...وأظن أننا الآن في مصر نعيش إرهاصات جولة صراع من هذه الجولات، وربما لن تكون الأخيرة ولكن الراجح-فيما يبدو-أن المجتمع يسير بخُطى ثابتة نحو فهم حقيقي للحرية.. ولكن –على ما يبدو أيضاً-أن التكلفة ستكون أكبر من أي جولة من جولات الماضي.
 

يعطيك العافيه على مجهودك

:cautious:
اللهم احفظ مصر واهلها واحقن دمائهم
واحفظهم من الفتن ماظهر منها وما بطن ومن اهل الفلسفة الخاويه والعقول المركبه اللهم امين
 
توقيع : Gone without a trace
لا اتفق معه كيف لمجتمع عاش الاف السنين من الحضاره ان لايعرف الحريه يااخي اقرأ تاريخ فقد كان ثورة الفلاح الذي اخذ حاكم بلدته اغراضه نموذج للحضاره فقد كان يقف علي اعتاب باب الحاكم ويصرف له الطعام هو واهله اثناء اعتصامه وانظر الي حكم بتاح حتب وانظر الي دور والدة احمس في حرب الهكسوس وحقوق المراه تلك هي الحريه من الاف السنين كيف لانعرف نديروانظر الي ثورة اخناتون الدينيه لم يضطهد فيها احد نحن نعرف الحريه لكن هناك امثال لاشخاص تريد التقليل منا والتخريب ربما لاغراض لنفسها
كيف لانعرف هويتنا من اين حكمت بذلك ؟
فهل ان نصبح مجتمع منحل هل هذه الحريه الحريه يعرفها المصري من الاف السنين بمفهومها الحقيقي
 
لا اتفق معه كيف لمجتمع عاش الاف السنين من الحضاره ان لايعرف الحريه يااخي اقرأ تاريخ فقد كان ثورة الفلاح الذي اخذ حاكم بلدته نموذج للحضاره فقد كان يقف علي اعتاب باب الحاكم ويصرف له الطعام هو واهله اثناء اعتصامه وانظر الي حكم بتاح حتب وانظر الي دور والدة احمس في حرب الهكسوس وحقوق المراه تلك هي الحريه من الاف السنين كيف لانعرف نديروانظر الي ثورة اخناتون الدينيه لم يضطهد فيها احد نحن نعرف الحريه لكن هناك امثال لاشخاص تريد التقليل منا والتخريب ربما لاغراض لنفسها
كيف لانعرف هويتنا من اين حكمت بذلك ؟
فهل ان نصبح مجتمع منحل هو هذا الحريه الحريه يعرفها المصري من الاف السنين بمفهومها الحقيقي

سلمت أخى أحمد الحرية و التوحيد يعرفها المصرىون من ألاف السنين
و عدم استقرار الاوضاع فى مصر لأسباب اقتصادية و اجتماعية و سياسية ليس بينها صراع الهوية المقحمة على الشعب المصرى فمصر معروف هويتها من القاصي و الدانى
(اسلامية عربية ) هذه الكلمة ( الهويه)حق يراد بيها باطل لتفتيت الشعب و استقطابة فأى من الناس منا حين نذهب الى أى مكان يعرف انه مصرى عربى مسلم (الا ان يعرف عكس ذلك بالديانه المسيحيه مثلا ) اى انسان بسيط او طفل او كهل يدرك تماما اننا فى بلد مسلمة عربية و ايضا لو ضربنا مثلا اى دولة من الدول العربية الشقيقة بنقول عليها دوله عربية مسلمه
صراع الهوية صراع و همى بين بعض الساسة و الاحزاب و الجماعات لاستقطاب الناس الغلابة و لتحقيق أغراض و مصالح لأصحابها على حساب الوطن و هويتة والاهم على حساب الناس الغلابة و لن يؤدى (و العياذ بالله )الا لانهيار مصر و التقسيم مثل بلدنا الشقيقة السودان الحبيبة 0(( انها أجندات خارجية يغفل عنها البعض او الكثير لمحاولة اضعاف و تقسيم مصر))
حفظ الله مصر -- و الله غالب على أمره
 
توقيع : Abou Bakr
صراع الهوية صراع و همى بين بعض الساسة و الاحزاب و الجماعات لاستقطاب الناس الغلابة و لتحقيق أغراض و مصالح لأصحابها على حساب الوطن و هويتة والاهم على حساب الناس الغلابة و لن يؤدى (و العياذ بالله )الا لانهيار مصر و التقسيم مثل بلدنا الشقيقة السودان الحبيبة 0(( انها أجندات خارجية يغفل عنها البعض او الكثير لمحاولة اضعاف و تقسيم مصر))
حفظ الله مصر -- و الله غالب على أمره
***********************************************************************************************************
تحياتي للجميع
على الشعب المصري الحبيب ان يعي :
الابتعاد عن المحاصصة الحزبية والطائفية في قيادة الدولة
وان يضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب
ان يتحابوا فيما بينهم ويكونوا يدا واحدة
وتجربة العراق خير دليل على هذا
وان لايجعلوا مصر ام الدنيا عراق آخر
وتحياتي
ويارب احفظ مصر واهلها الطيبين
 
توقيع : كريم الجنابي
بارك الله فيك اخي موفق
 
توقيع : النمر المقنع ال
عودة
أعلى