من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
للأسف الشديد مازال الكثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية في منئ عن الإحساس بالخطر الحقيقي الذي يتربصهم من قبل العدو الإيراني المجوسي الفارسي ، وربما يقلل البعض الآخر من خطورة الأطماع الإيرانية في المنطقة، فيما ينخدع الكثير من العامة والمثقفين على حد سواء في طبيعة النظام الإيراني السياسية فيرونه حاميا للإسلام ومدافعا عن القضايا العربية،نظرا للشعارات الرنانة والخطابات الحنجورية التي يغلف بها نواياه الحقيقية.
غير أن من يطلع على تاريخ الفرس وطبيعة النظام الإيراني يدرك بجلاء لا يدع شك حقيقة الأطماع الإستعمارية والسياسات التآمرية ضد العرب.
وإذا كان البعض يعتقد أن إيران لا تحتل من الأراضي العربية سوى الجزر الإماراتية الثلاث ، إلا أن الواقع يقول أن دولة عربية بأكملها ابتلعتها يد الغدر الإيرانية في غفلة من الزمن - كما يقال - وهي دولة الأحواز العربية والتي يعانى شعبها العربي المسلم من آلام الاضطهاد والعنصرية الفارسية ونيران العدوان والاحتلال الغاشم لأراضيهم منذ 84 عاما وحتى الآن إثر سقوطها بمؤامرة فارسية بريطانية عام 1925م.
ورغبة منا في كشف الحقيقة وإظهار الجانب المظلم والمجهول لدى الكثير من العرب والمسلمين بحقيقة ما يسمى ( الجمهورية الإسلامية ) كان لنا هذا مع الأستاذ / عادل السويدي الكاتب الأحوازي المعروف ومدير موقع عربستان الأحوازي ووكالة أنباء المحمرة (مونا) والذي سيكشف لنا الكثير من الحقائق المهامة الغائبة والمغيبة .
س : يجهل الكثير من الناس القضية الأحوازية خاصة في ظل حالة التعتيم الإعلامي على الصعيدين العربي والعالمي ، نأمل من سعادتكم عرض لمحة عن تاريخ القضية وطبيعة الصراع.
أ . عادل السويدي ـ مدير موقع عربستان :
للإجابة عن هذا التساؤل،أرى من الضروري الإسهاب بعض الشيء عن الإجابة حول هذا السؤال الهام ، وأبدء من الآتي :
المـوقـع الجغرافي :
تقع الأحواز في طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها، مارّاً بلبنان وسوريا والعراق. ويحد الأحواز من الغرب "جمهورية العراق"، ومن الجنوب "الخليج العربي"، ومن الشرق "جبال البختيارية"، ومن الشمال "إقليم اللور".
المـساحـة:
تبلغ مساحة أرض الأحواز،اي الساحل الشرقي والشمالي للخليج العربي،قرابة 324,000 (الف كيلومتر مربع) . مساحة هذا القطر العربي المحتل تساوي تقريباً مساحة سوريا ولبنان والأردن وفلسطين مجتمعة .
المـدن الأحـوازيّة:
تحتوي الأحواز على ثمانية عشرة مدينة كـُبرى معظمها تتميّز بعراقة تاريخـيّة، وهي: مدينة الأحواز وهي عاصمة الإقليم، الحـويزة،السوس، تستر، دزفول، رامز،المُحمّرة،عبّـادان، الفـلاحـيّة، مسجد سليمان، الأحجار السبعة، دور خويّن، الخلفيّة، الصالحيّة،الهنديان، الخـَفاجـيّة، الحميديّة، البسيتـين (دمّـرت بسبب الحرب الإيرانيّة – العراقيّة).
الأنهار في الأحــواز:
الأحواز هي الأغنى من بين الدول العربية المجاورة وكذلك البعيدة، عدا إقليم العراق، من حيث وفرة المياه العذبة وتشعب الأنهار فيها، إلا أن الأنهار الأحوازية اليوم تواجه خطرا حقيقيا بالجفاف أو حتى الاندثار، والسبب في ذلك يعود إلى قيام الدولة الإيرانية بوضع السدود على مصبات الأنهار العربية الأحوازي وجر مياهها إلى المناطق الفارسية. ومن أهم الأنهار الأحوازية نذكر: كارون (قارون أو دجيل الأحواز)،الكرخة،الجراحي، القفاص، جوبال، أبي ذر، الهنديان، شاوور، عجيرب.
الثـروات الطبـيعـيّـة، والأهمـيّة الاقـتـصاديّـة:
تحتوي ارض الأحواز على معادن كثيرة كالنحاس والزئبق والحديد والحجر الأحمر والرصاص والمنغنيز والكبريت وحجارة الكلس والسيليكات والاسمنت الأسود والأبيض والذهب والملح.
أما النفط، فيكوّن ثروة هائلة ضخمة،ويشكل النفط الأحوازي اليوم 90 من مجمل صادرات إيران النفطية، و10 من الصادرات العالميّة للنفط، إلا أن الشعب العربي الأحوازي يحرم من هذه الثروة الطبيعية التي تسببت في رخاء وتطور وازدهار الدول العربية المجاورة، وتستغل الدولة الإيرانيّة عائدات النفط الأحوازي لقمع المواطنين الأحوازيين، وكذلك الاعتداءات المتكررة على الدول العربية في المنطقة. كما تحتوي الأحواز على كميات هائلة من الغاز الطبيعي، ويقدر الإنتاج بحوالي مليون متر مكعّـب يومياً.
ولأن الأحواز كانت منذ أقدم العصور تشكل ممر تجاري استراتيجي يربط بين الوطن العربي من جهة، وبين آسيا الصغرى من الجهة الأخرى، فأنها تميزت بازدهار التجارة وحركة مختلف أنواع البضائع والسلع. إضافة إلى ذلك فان خصوبة الأراضي الأحوازية ساهمت بوفرة المنتوجات الفلاحية ومختلف أنواع المحاصيل الزراعية، والثروات الحيوانية.
جلالة الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وإلى جواره الشيخ خزعل الكعبي آخر حكام الأحوازس : للعرب في الأحواز تاريخيا يضرب في أعماق التاريخ ، بودنا أن تطلع السادة القراء على هذه الجذور العربية لإقليم الأحواز؟
أ . عادل السويدي ـ مدير موقع عربستان :
،بدأ في استيطان الأحواز منذ الألف الثالث قبل الميلاد شعب سامي وهو الشعب العيلامي، خضع في بادئ الأمر إلى المملكة الأكادية في جنوب العراق، إلا أن هذا الخضوع لم يدم طويلا، فالثورات العيلامية المتتالية أدت إلى اكتساح المملكة الأكادية واحتلال عاصمتها "أور"، وأنشئوا "المملكة العيلامية" عام 2320 ق.م. والتي بسطت سيطرتها على الأقوام السامية كافة والتي تسكن الأحواز.
وخضعت الأحواز لحكم البابليين والآشوريين ردحا من الزمن، كما أطالتها حملات عدة من مختلف الأقوام الطامعة في السيطرة عليها، ابتداء بالكلدانيون، والميديون، ومرورا بالاخمينيون والإغريق والسلوقيون والبارثيون، وانتهاء بالساسانيون عام 245 م. ويؤكد المؤرخون على أن ملوك جميع هذه الأقوام، لم يتمكنوا من إخضاع الأحواز بالكامل لسيطرتهم، وبسبب الثورات المتتالية للسامين العرب في الأحواز، اقتنع هؤلاء الملوك بعدم قدرتهم حكم الساميين، فسمحوا لهم بإنشاء إمارات تتمتع بالاستقلال الذاتي، حتى قيام الدولة العربية الإسلامية.
كانت معركة "القادسيّة" بين العرب المسلمين من جهة، والفرس المجوس من جهة أخرى عام 636 م، قد أدت إلى هزيمة الجيش الساساني، فاستمرّ الجيش الإسلامي في فتح مدن العراق والأحواز الواحدة تلو الأخرى، وخضعا الإقليمان تماما لسيطرة الدولة الإسلامية قبل نهاية عام 637 م. وهكذا بقيت الأحواز خاضعة للسيادة العربية الإسلامية حتى قيام الدولة العربية "المُشـَعْـشـَعـِيّة" في مدينة "الحويزة" عام 1436 م.
وشهدت الدولة "المُشـَعْـشـَعـِيّة" تطوراً اقتصادياً وإزدهاراً ثقافياً ملحوظاً،حيث امتد سلطانها حتى مدن "البصرة" و"القرنة" و"النجف" العراقية، وتمكنت من توسيع نطاق السيطرة العربية على "الخليج العربي"، وتقليص النفوذ الفارسي، كما تمكنت من صد هجمات الدولة الفارسية الحديثة - الدولة الصفوية – في العديد من المعارك والحروب.
وبعد أن مارست الدولة "المُشـَعْـشـَعـِيّة" مظاهر سيادتها الكاملة على الأحواز داخلياً وخارجياً باعتراف الدولتين العثمانية والفارسية في معاهدة 1639م، انتهى حكمها عام 1724 م عندما استطاعت الدولة العربيّة "الكـَعْـبـِيّـة" مدّ نفوذها على كافة نواحي إقليم الأحواز، فبسطت الأخيرة سيادتها التامة على الإقليم.
ولعلّ أهمّ ما يميّز الدولة العربية الكعبيّة كونها امتدت حتى ظهور ما يسمى بالقانون الدولي،فنالت شخصيتها القانونية بعد تأسيس "عُـصبة الأمم"،فكان للدولة العربية الكعبية التزاماتها الخارجية تجاه كل من الدولة البريطانية والعثمانية والفارسية،والتزاماتها الداخلية ضمن نطاق سيادتها على ارض وشعب الأحواز. وبموجب هذه الالتزامات، نالت الاعتراف التام من قبل الدول المذكورة أعلاه، باستقلالها الكامل في الأحواز، أي أن إمارة عربستان أو الأحواز كانت من بين ثلاث إمارات (دول) عربية تتمتع بالكيان العربي المستقل ولها حاكمها الشرعي وحدودها الواضحة،وهم كل من : السعودية ـ عربستان (الأحواز) واليمن ،بينما كانت الإمارات والدول العربية الأخرى في كل الوطن العربي تخضع للإحتلالات الاجنبية وتخوض كفاحها ضد المحتلين لنيل استقلالها .
وبدافع الحقد والكراهية وحب التوسع على حساب الغير،شنـّت الدولة الإيرانية حرب عدوانية مخالفة للقانون الدولي على الدولة الكعبية عام 1925،فاحتلت الأحواز بتاريخ، 20 /04 / 1925،فألغت الشخصية القانونية للدولة العربية الأحوازية، مسجلة على نفسها جريمة لا تغتفر ليس تجاه الشعب العربي الأحوازي والأمة العربية فحسب،إنما ضد المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء، وهكذا أصبحت الأحواز أول المسروقات في قائمة الوطن العربي.
س: يشتكي الأحوازيون من التمييز العنصري والممارسات القمعية من قبل النظام الإيراني بحق شعبهم العربي ، ما طبيعة هذه الممارسات الإجرامية الإيرانية في حق الشعب الأحوازي ؟
أ . عادل السويدي ـ مدير موقع عربستان :
منذ أن وضعت الدولة الإيرانية يدها على الأحواز بطريقة غير شرعية، قامت الأولى بمحاربة كلما هو عربي في الإقليم،فغيرت التسمية إلى "خوزستان"، كما قامت بتغيير أسماء جميع المدن والقرى والمناطق من العربيّة إلى الفارسيّة، وعملت على محو الهوية العربيّة في الإقـليم، وحرمت الأحوازيين من الحديث باللغة العربية ومنعتهم من إنشاء مدارس أو جامعات أو دور طباعة ونشر باللغة العربية. ولم تكتفي الدولة الإيرانية المعـتدية بهذا الحد من الظلم والاضطهاد القومي الحاد، بل تمنع على الشعب العربي الأحوازي حتى تسميات المواليد الجدد بتسميات عربيّة. وأهدرت جميع الحقوق الإنسانية والحريات الأساسية في الأحواز، وبالغت في التمييز العنصري البغيض بين العرب وهم السكان الأصليين للأرض، وبين الفرس القادمين للأحواز من شتى أنحاء إيران.
وإضافة إلى التهجير القسري للسكان العرب، وإحلال الفرس المستوطنين محلهم، وقيامها بحملة تطهير عرقي وإبادة جماعية ممنهجة في الأحواز، قامت الدولة الإيرانية باقتطاع عشرات آلاف الكيلومترات من الأراضي الأحوازية فألحقتها بالأقاليم الإيرانية المجاورة، كما وضعت العديد من السدود على مصبات الأنهر الأحوازية لتجرّ مياهها إلى المناطق الفارسيّة، مما أدى ذلك إلى نقص كبير في منسوب المياه في الأنهار الأحوازية، واندثر العديد منها، الأمر الذي ترك مخلـّفات سليبة عدة في إقليم الأحواز العربي، نذكر منها:
أولاً: نزوح عشرات الآلاف من المواطنين الأحوازيين بحثاً عن مصادر رزق أخرى، بعد أن قطع عنهم الشريان الحياتي المتمثل بالمياه العذبة.
ثانياً: إنشاء مشاريع زراعية واقتصادية إيرانية واهية لتكريس احتلال الأرض من ناحية، ومن ناحية أخرى فان جميع هذه المشاريع ساهمت إلى حد كبير في تلويث المياه وحتى تسميمها، على غرار مشروع قصب السكر الاستيطاني وكذلك المشاريع الصناعية الأخرى.
ثالثاً: تغيير،أو تدمير البيئة الأحوازية،كتجفيف الأهوار والقضاء على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية في الأحواز،وكذلك القضاء على الكثير من الغابات في المنطقة.
ومن الأهمية بمكان في هذا الخصوص أنْ أستند في توضيحي هذا على معطيات وحقائق الجرائم المنهجية التي تطبقها سلطات الاحتلال الإيراني ضد الشعب العربي وأرضه الأحوازية،التي استند إليها أحد المثقفين الطليعيين الأحوازيين في فضحها توضيحها، وهو الفقيد محمد شريف النواصري، الذي بين من خلال دراسة علمية جاء فيها وتحت عنوان فرعي : السياسات المنهجية ضد الأحوازيين . . . والتي ذكر فيها ما يلي :
(( ..... بدأت تلك السياسة العنصرية مع الاحتلال على يد رضا شاه البهلوي ووضِعت اللبنة الأولى لتلك السياسة المنهجية من خلال إقطاع الأراضي العربية للعسكريين الفرس ورجال الدولة من السياسيين والإداريين والأمنيين وكذلك سحب ملكية بقية الأراضي من المزارعين العرب وإعطائها إلى مؤسسة المنابع الطبيعية بغية تسهيل مصادرة تلك الأراضي في خطوات مستقبلية مدروسة،وتهجير مئات الآلاف من المزارعين والمواطنين إلى المناطق المركزية في إيران والعراق والدول الخليجية. واستمرت هذه السياسة على يد محمد رضا بهلوي الابن وأصبحت أكثر شراسة بسبب التوجه الفارسي العنصري وحقده ضد العرب والعروبة،وذلك من خلال سياسة الإصلاح الزراعي في الستينات من القرن الماضي وتحديدا سنة 1963م تحت عنوان الإصلاح الزراعي أو الثورة البيضاء،حيث تمت مصادرة مئات الآلاف من الأراضي الزراعية و من ثم تمليكها للمستوطنين الفرس،وكانت أولى مشاريع قصب السكر قد دشنت في تلك الفترة على أنقاض عشرات القرى العربية بالأحواز .
وتوجت تلك السياسات الإجرامية بعد وصول رجال الدين إلى سدة الحكم،وتحديداً بعد انتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية وكان لطبيعة التكوين الأيديولوجي لهذه الحكومة الدور البارز في شراسة واِتساع دائرة هذه السياسة حيث يجتمع فيها التطرف الطائفي والحقد التاريخي و كذلك العنصرية الفارسية والعداء لكل ما هو عربي .
وتم تدوين الإستراتيجية لهذه السياسة تحت مسمى التوزيع الديموغرافي أو (امايش سرزمين) بموجب التعميم الصادر من المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة هاشمي رفسنجاني برقم 971 / 2 ب ـ 3416 و تاريخ 14 /4 / 1371هـ.ش الموافق لسنة 1992م وكذالك التعميم الصادر من مكتب محمد خاتمي بصفته أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي برقم 27686/12 وتاريخ 1 /5 / 1377 هـ ش الموافق 1998م .
1) مصادرة أكثر من 70 ألف هكتار زراعي في منطقة الشعيبية والميناو والشوش ومناطق شمال الأحواز، لصالح شركات من أهمها شركة كشت وصنعت إيران- امريكا وكشت وصنعت إيران ـ كاليفورنيا وشركة دز كار وشركة شل وشركة كلاسنو وغيرها من الشركات الأمريكية والإسرائيلية في عهد حكومة الشاه.
2) وبعد نجاح الثورة الإيرانية تمت مصادرة أكثر من 135 ألف هكتار من أراضي المزارعين الأحوازيين جنوب مدينة الاحواز وشمال مدينة المحمرة وعبادان وعلى ضفتي نهر كارون وهنَّ من أخصب الأراضي الزراعية،وجرى مصادرة كل هذه الأراضي بذريعة إقامة مشروع قصب السكر،حيث أنَّ الشركات القائمة على هذا المشروع تعود ملكيتها إلى رجالات الدولة الإيرانية والمؤسسة المذهبية الصفوية الحاكمة في إيران .
3) مصـادرة أراضٍ بمساحة 47 ألف هكتار لغرض إقامة مشـروع معاقي الحرب العراقية الإيرانية في منطقة الجفير،المحاذية للحدود العراقية الإيرانية .
4) مصادرة أكثر من 25 ألف هكتار لغرض إقامة مشروع مزارع الأسماك جنوب مدينة الاحواز وتمليكها للمستوطنين الفرس من الوافدين الجدد إلى الإقليم .
5) مصادرة أكثر من 100 ألف هكتار شرق مدينة الحويزة تمتد حتى شمال مدينة المحمرة تحت ذريعة منطقة المناورات العسكرية لفرقة 92 المدرعة ، و من المعلوم أنَّ كل تلك المنطقة هي من الأراضي الزراعية وفيها عدة قرى عربية يسكنها الآلاف من العرب هجروا من أراضيهم .
6) مصادرة آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في مدن الخفاجية والحويزة والبسيتين بحجة تطوير حقول ازادكان النفطية والتي تتصل بحقول مجنون النفطية بجنوب العراق و تشرف على هذا المشروع شركات يابانية.
7) مصادرة أكثر من 6 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية في مدينة الشوش وتمليكها للعسكريين الفرس من الحرس الثوري وقوات القدس والتي تسمى بمشروع استيطان رجال الدين في الشمال والشمال الشرقي لإقليم الاحواز وتم تسريب وثيقة ذلك المشروع وتسمى بوثيقة (سردار رشيد) وهو من كبار قادة الحرس الثوري و قوات القدس .
8) إضافة إلى تهديم أحياء عربية بأكملها وتهجير الآلاف من الاحوازيين كسياسة منهجية لغرض قلب التركيبة السكانية مثل تهديم حي سبيدار في مدينة الاحواز سنة 1998م وتهجير أهالي هذا الحي ومعظمهم من الطبقة المسحوقة اقتصاديا .
بموازاة سياسة مصادرة الأراضي ، هنالك سياسة لا تقل شراسة وعنصرية يجري تنفيذها على قدم وساق، وهي تحريف مجاري الأنهر الرئيسية في الاحواز مثل نهر كارون والكرخة والجراحي وأنهار أخرى،وسرقة المياه وضخها إلى المناطق المركزية الفارسية مثل أصفهان ويزد وكرمان لغرض الري في حين يتم حرمان المزارعين العرب من هذه المياه ومحاربتهم في قوتهم اليومي ولقمة العيش وكذلك افتعال السيول من خلال السدود التي تم إنشائها لهذا الغرض بشكل دوري، بغية تهديم البنية التحتية للقرى الاحوازية،لغرض تسهيل عملية مصادرة الأراضي الزراعية وتهديم القرى والأرياف العربية في الاحواز.
كل هذا الغرض منه هو تهجير المزارعين من قراهم والتدمير المنهجي لاقتصادهم القروي و إلحاقهم بالضواحي المهمشة والذي يسمى (بحزام الفقر العربي) ومن ثم محاصرة المدن العربية بالمستوطنات الفارسية والمدن التي أنشئت لهذا الغرض وهي بالعشرات،مثل مستوطنات (شيرين شهر) جنوب مدينة الاحواز،وسط القرى التي تم تهديمها لغرض مشروع قصب السكر ومزارع الأسماك و تتسع لأكثر من تسعين ألف نسمة كخطوة أولى قابلة للاتساع،وكذلك مدينة (رامين) العملاقة شمال مدينة الاحواز،حيث تتسع لأكثر من مليون مستوطن فارسي من الوافدين الجدد إلى الإقليم .
ويتم تهميش (حزام الفقر العربي) بشكل مدروس ومخطط،حيث يتفشى الفقر والإدمان والجريمة وكل الإختلالات البنيوية على صعيد البنى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، والعيش على هامش المجتمع كإفراز طبيعي لهذه السياسات اللا إنسانية.
ومن أهم مضاعفات تلك السياسة هي الكوارث البيئية وتلوث المياه وزيادة نسبة الملوحة في الأراضي وتلوث البيئة وتفشي الأمراض المعدية،حيث ورد ذكر كل هذه المضاعفات بالتقرير الذي رفعه (ميلان كوتاري) مبعوث الأمم المتحدة إلى الإقليم قبل اقل من سنتين،حيث وصف تلك السياسات بالكارثية بالنسبة للسكان الأصليين من عرب الاحواز.
تصاعد سياسة المصادرة والاِستيطان :
أخذت هذه السياسات الإجرامية تتصاعد وتتسارع وتائرها خلال الخمسة عشر عاما الماضية وعلى الأخص بعد تسلم طاقم التكنوقراط صاحب الميول و التوجهات الفارسية من جماعة كوادر البناء أثناء رئاسة هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وبعد تسلمهم ملف التنمية في إيران،حيث تمت مصادرة عشرات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة في مختلف مدن الاحواز،ضمن الخطة المعروفة بالتوزيع الديموغرافي الاِستيطاني
كما بلغت ذروتها،أيضاً،بعد تسلم احمدي نجاد و طاقمه من ((جماعة الحجتية)) خاصة بعد اندلاع انتفاضة15/ نيسان/ 2005م وكعقاب جماعي للأحوازيين على شق عصا الطاعة ضد الاحتلال العسكري الإيراني،والدليل على ذلك هو البدء في مصادرة 30 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في مدن الاحواز والخفاجية والهنديان (التميمية)،حيث ورد ذكر هذه الخطة في التقييم الصادر من دائرة الثروة السمكية بالإقليم ،خلال الثماني سنوات الأخيرة .
وتنص هذه الخطة على :
البدء في المرحلة الثانية من مشروع يبلغ 12400 هكتار تحت عنوان ((ازادكان اهواز)) حيث تم مصادرة 25 ألف هكتار في المرحلة الأولى من المشروع .
البدء في مشروع يشمل 10 آلاف هكتار في مدينة الخفاجية .
1) مشروع تربية الروبيان يشمل 8 آلاف هكتار،شرق وغرب نهر زهرة في مدينة الهنديان (التميمية) .
2) إضافة إلى إنشاء موانئ في بحر كان الهنديان و نهر القصير في عبادان و غيرها من الموانئ ، والمعروف أنَّ تلك الموانئ لا تخضع إلى سلطة ورقابة دائرة الموانئ ويتم استغلالها والاستفادة منها لغرض التهريب والالتفاف على القرارات الدولية ضد إيران في مجال حظر اِستيراد السلاح وغيره من قبل الحرس الثوري ، حيث تكتسب تلك الموانئ أهميتها لأنها تقع بالقرب من العراق والدول الخليجية .
س: وإلام تهدف هذه السياسات التعسفية والإجرامية من قبل السلطات الإيرانية تجاه شعب الأحواز العربي برأيكم ؟
أ . عادل السويدي ـ مدير موقع عربستان :
إنَّ وراء هذه السياسات المنهجية والبنيوية ضد الشعب العربي الاحوازي أهداف اِقتصادية وأمنية وتاريخية وسياسية،وبنظرة متفحصة على الخارطة السياسية لإيران ودول الجوار العربي ، سنلاحظ أنَّ الأراضي التي تمت مصادرتها في الشمال الغربي والغرب والجنوب تقع بمحاذاة الحدود العراقية ودول الخليج العربي ، الغرض منها تسهيل عملية التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول بعيداً عن عيون الاحوازيين وخلق بيئة ومنطقة عسكرية لوجستية تؤمن الحماية وتؤمن الإمداد الكافي للتدخل الإيراني المستمر في شؤون تلك الدول ، وكذلك إفراغ هذه المناطق التي يقع فيها اكبر مخزون وحقول النفط والغاز، من الاحوازيين ، كخطوة أولى وتمليكها للمستوطنين الفرس والوافدين الجدد كخطوة مستقبلية من اجل قلب التركيبة السكانية بالإقليم لصالح الفرس والحكومة المركزية حيث دأبت كل الحكومات الإيرانية المتعاقبة على هذه السياسة منذ تكوين الدولة أو بالأحرى الإمبراطورية الإيرانية الحديثة على يد رضا خان .
من ضمن هذه الأهداف أيضا هو تقطيع أوصال الشـعب العربي الاحوازي، وعزله في تجمعات سـكانية محاصـرة،في مدنه وقراه ومناطقه المختلفة وكذلك حرمانه من عمقه الإستراتيجي المتمثل بالوطن العربي كالعراق والخليج العربي،وهذا ما يفسر اتساع دائرة سياسة مصادرة الأراضي والتهجير الجماعي و التي نصت عليها الوثيقة التي تم تسريبها من مكتب خاتمي والتي سببت مع تراكم التناقضات والظروف الموضوعية انتفاضة 15 نيسان عام 2005،حيث سقط على أثرها مئات الشهداء والجرحى وتم اعتقال الآلاف و تنفيذ أحكام الإعدام بحق 12 شخصا لحد الآن ، والقائمة قابلة للاِزدياد. كما شملت هذه الخطة مناطق شمال الإقليم ووسطه وشرقه وجنوبه وهي الأخطر على الإطلاق والتي تم الكشف عنها بالوثيقة والتعميم تحت عنوان مشروع أروندان الصناعي والتجاري في مدن المحمرة وعبادان والذي سيتم بموجبه تهجير مئات الآلاف من الاحوازيين العرب من مدنهم وقراهم التي تقع ضمن نطاق هذا المشروع الاستيطاني الكبير وسيتم تهديم عشرات القرى الاحوازية. ويضاف إلى ذالك تهجير أكثر من 300000 مواطن أحوازي من مدن وأرياف المحمرة وعبادان أثناء الحرب العراقية الإيرانية ولم يعودوا إلى قراهم التي هجروا منها بسبب تهديم البنية التحتية وغياب الخدمات ، وكذلك انتشار حقول الألغام في تلك المناطق وهي من مخلفات الحرب ، ولم تعمل الحكومة الإيرانية على تطهيرها لكي لا يعود العرب إلى قراهم من منفاهم بالمناطق الشمالية والمركزية في إيران)). [نقلاً عن دراسة الفقيد محمد شريف نواصري المعنونة : ايران وسياسة التطهير العرقي ضد الأحوازيين] .
إذن فالنزعة الفارسية العنصرية الإستيطانية الإستبدالية والإحلالية،أي اِستبدال العرب بعناصر فارسية أو لورية،كانت قبل الإحتلال وبعد الإحتلال،وما تزال في تصاعد متواصل،فلماذا يغض البصر،هؤلاء البعض المتفلسف من غير وجه حق،عن غابة الأفعال الفارسية العنصرية والصفوية الطائفية سواء في زمن الشاه أو في زمن الخميني المقبورين،أو حتى في المرحلة الحالية،ويحاول شد نظره على شجرة عجفاء لا تمت إلى الحقيقة الملموسة بأية صلة .
غير أن من يطلع على تاريخ الفرس وطبيعة النظام الإيراني يدرك بجلاء لا يدع شك حقيقة الأطماع الإستعمارية والسياسات التآمرية ضد العرب.
وإذا كان البعض يعتقد أن إيران لا تحتل من الأراضي العربية سوى الجزر الإماراتية الثلاث ، إلا أن الواقع يقول أن دولة عربية بأكملها ابتلعتها يد الغدر الإيرانية في غفلة من الزمن - كما يقال - وهي دولة الأحواز العربية والتي يعانى شعبها العربي المسلم من آلام الاضطهاد والعنصرية الفارسية ونيران العدوان والاحتلال الغاشم لأراضيهم منذ 84 عاما وحتى الآن إثر سقوطها بمؤامرة فارسية بريطانية عام 1925م.
ورغبة منا في كشف الحقيقة وإظهار الجانب المظلم والمجهول لدى الكثير من العرب والمسلمين بحقيقة ما يسمى ( الجمهورية الإسلامية ) كان لنا هذا مع الأستاذ / عادل السويدي الكاتب الأحوازي المعروف ومدير موقع عربستان الأحوازي ووكالة أنباء المحمرة (مونا) والذي سيكشف لنا الكثير من الحقائق المهامة الغائبة والمغيبة .
س : يجهل الكثير من الناس القضية الأحوازية خاصة في ظل حالة التعتيم الإعلامي على الصعيدين العربي والعالمي ، نأمل من سعادتكم عرض لمحة عن تاريخ القضية وطبيعة الصراع.
أ . عادل السويدي ـ مدير موقع عربستان :
للإجابة عن هذا التساؤل،أرى من الضروري الإسهاب بعض الشيء عن الإجابة حول هذا السؤال الهام ، وأبدء من الآتي :
تقع الأحواز في طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها، مارّاً بلبنان وسوريا والعراق. ويحد الأحواز من الغرب "جمهورية العراق"، ومن الجنوب "الخليج العربي"، ومن الشرق "جبال البختيارية"، ومن الشمال "إقليم اللور".
المـساحـة:
تبلغ مساحة أرض الأحواز،اي الساحل الشرقي والشمالي للخليج العربي،قرابة 324,000 (الف كيلومتر مربع) . مساحة هذا القطر العربي المحتل تساوي تقريباً مساحة سوريا ولبنان والأردن وفلسطين مجتمعة .
المـدن الأحـوازيّة:
تحتوي الأحواز على ثمانية عشرة مدينة كـُبرى معظمها تتميّز بعراقة تاريخـيّة، وهي: مدينة الأحواز وهي عاصمة الإقليم، الحـويزة،السوس، تستر، دزفول، رامز،المُحمّرة،عبّـادان، الفـلاحـيّة، مسجد سليمان، الأحجار السبعة، دور خويّن، الخلفيّة، الصالحيّة،الهنديان، الخـَفاجـيّة، الحميديّة، البسيتـين (دمّـرت بسبب الحرب الإيرانيّة – العراقيّة).
الأنهار في الأحــواز:
الأحواز هي الأغنى من بين الدول العربية المجاورة وكذلك البعيدة، عدا إقليم العراق، من حيث وفرة المياه العذبة وتشعب الأنهار فيها، إلا أن الأنهار الأحوازية اليوم تواجه خطرا حقيقيا بالجفاف أو حتى الاندثار، والسبب في ذلك يعود إلى قيام الدولة الإيرانية بوضع السدود على مصبات الأنهار العربية الأحوازي وجر مياهها إلى المناطق الفارسية. ومن أهم الأنهار الأحوازية نذكر: كارون (قارون أو دجيل الأحواز)،الكرخة،الجراحي، القفاص، جوبال، أبي ذر، الهنديان، شاوور، عجيرب.
الثـروات الطبـيعـيّـة، والأهمـيّة الاقـتـصاديّـة:
تحتوي ارض الأحواز على معادن كثيرة كالنحاس والزئبق والحديد والحجر الأحمر والرصاص والمنغنيز والكبريت وحجارة الكلس والسيليكات والاسمنت الأسود والأبيض والذهب والملح.
أما النفط، فيكوّن ثروة هائلة ضخمة،ويشكل النفط الأحوازي اليوم 90 من مجمل صادرات إيران النفطية، و10 من الصادرات العالميّة للنفط، إلا أن الشعب العربي الأحوازي يحرم من هذه الثروة الطبيعية التي تسببت في رخاء وتطور وازدهار الدول العربية المجاورة، وتستغل الدولة الإيرانيّة عائدات النفط الأحوازي لقمع المواطنين الأحوازيين، وكذلك الاعتداءات المتكررة على الدول العربية في المنطقة. كما تحتوي الأحواز على كميات هائلة من الغاز الطبيعي، ويقدر الإنتاج بحوالي مليون متر مكعّـب يومياً.
ولأن الأحواز كانت منذ أقدم العصور تشكل ممر تجاري استراتيجي يربط بين الوطن العربي من جهة، وبين آسيا الصغرى من الجهة الأخرى، فأنها تميزت بازدهار التجارة وحركة مختلف أنواع البضائع والسلع. إضافة إلى ذلك فان خصوبة الأراضي الأحوازية ساهمت بوفرة المنتوجات الفلاحية ومختلف أنواع المحاصيل الزراعية، والثروات الحيوانية.
أ . عادل السويدي ـ مدير موقع عربستان :
،بدأ في استيطان الأحواز منذ الألف الثالث قبل الميلاد شعب سامي وهو الشعب العيلامي، خضع في بادئ الأمر إلى المملكة الأكادية في جنوب العراق، إلا أن هذا الخضوع لم يدم طويلا، فالثورات العيلامية المتتالية أدت إلى اكتساح المملكة الأكادية واحتلال عاصمتها "أور"، وأنشئوا "المملكة العيلامية" عام 2320 ق.م. والتي بسطت سيطرتها على الأقوام السامية كافة والتي تسكن الأحواز.
وخضعت الأحواز لحكم البابليين والآشوريين ردحا من الزمن، كما أطالتها حملات عدة من مختلف الأقوام الطامعة في السيطرة عليها، ابتداء بالكلدانيون، والميديون، ومرورا بالاخمينيون والإغريق والسلوقيون والبارثيون، وانتهاء بالساسانيون عام 245 م. ويؤكد المؤرخون على أن ملوك جميع هذه الأقوام، لم يتمكنوا من إخضاع الأحواز بالكامل لسيطرتهم، وبسبب الثورات المتتالية للسامين العرب في الأحواز، اقتنع هؤلاء الملوك بعدم قدرتهم حكم الساميين، فسمحوا لهم بإنشاء إمارات تتمتع بالاستقلال الذاتي، حتى قيام الدولة العربية الإسلامية.
كانت معركة "القادسيّة" بين العرب المسلمين من جهة، والفرس المجوس من جهة أخرى عام 636 م، قد أدت إلى هزيمة الجيش الساساني، فاستمرّ الجيش الإسلامي في فتح مدن العراق والأحواز الواحدة تلو الأخرى، وخضعا الإقليمان تماما لسيطرة الدولة الإسلامية قبل نهاية عام 637 م. وهكذا بقيت الأحواز خاضعة للسيادة العربية الإسلامية حتى قيام الدولة العربية "المُشـَعْـشـَعـِيّة" في مدينة "الحويزة" عام 1436 م.
وشهدت الدولة "المُشـَعْـشـَعـِيّة" تطوراً اقتصادياً وإزدهاراً ثقافياً ملحوظاً،حيث امتد سلطانها حتى مدن "البصرة" و"القرنة" و"النجف" العراقية، وتمكنت من توسيع نطاق السيطرة العربية على "الخليج العربي"، وتقليص النفوذ الفارسي، كما تمكنت من صد هجمات الدولة الفارسية الحديثة - الدولة الصفوية – في العديد من المعارك والحروب.
وبعد أن مارست الدولة "المُشـَعْـشـَعـِيّة" مظاهر سيادتها الكاملة على الأحواز داخلياً وخارجياً باعتراف الدولتين العثمانية والفارسية في معاهدة 1639م، انتهى حكمها عام 1724 م عندما استطاعت الدولة العربيّة "الكـَعْـبـِيّـة" مدّ نفوذها على كافة نواحي إقليم الأحواز، فبسطت الأخيرة سيادتها التامة على الإقليم.
ولعلّ أهمّ ما يميّز الدولة العربية الكعبيّة كونها امتدت حتى ظهور ما يسمى بالقانون الدولي،فنالت شخصيتها القانونية بعد تأسيس "عُـصبة الأمم"،فكان للدولة العربية الكعبية التزاماتها الخارجية تجاه كل من الدولة البريطانية والعثمانية والفارسية،والتزاماتها الداخلية ضمن نطاق سيادتها على ارض وشعب الأحواز. وبموجب هذه الالتزامات، نالت الاعتراف التام من قبل الدول المذكورة أعلاه، باستقلالها الكامل في الأحواز، أي أن إمارة عربستان أو الأحواز كانت من بين ثلاث إمارات (دول) عربية تتمتع بالكيان العربي المستقل ولها حاكمها الشرعي وحدودها الواضحة،وهم كل من : السعودية ـ عربستان (الأحواز) واليمن ،بينما كانت الإمارات والدول العربية الأخرى في كل الوطن العربي تخضع للإحتلالات الاجنبية وتخوض كفاحها ضد المحتلين لنيل استقلالها .
وبدافع الحقد والكراهية وحب التوسع على حساب الغير،شنـّت الدولة الإيرانية حرب عدوانية مخالفة للقانون الدولي على الدولة الكعبية عام 1925،فاحتلت الأحواز بتاريخ، 20 /04 / 1925،فألغت الشخصية القانونية للدولة العربية الأحوازية، مسجلة على نفسها جريمة لا تغتفر ليس تجاه الشعب العربي الأحوازي والأمة العربية فحسب،إنما ضد المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء، وهكذا أصبحت الأحواز أول المسروقات في قائمة الوطن العربي.
س: يشتكي الأحوازيون من التمييز العنصري والممارسات القمعية من قبل النظام الإيراني بحق شعبهم العربي ، ما طبيعة هذه الممارسات الإجرامية الإيرانية في حق الشعب الأحوازي ؟
أ . عادل السويدي ـ مدير موقع عربستان :
منذ أن وضعت الدولة الإيرانية يدها على الأحواز بطريقة غير شرعية، قامت الأولى بمحاربة كلما هو عربي في الإقليم،فغيرت التسمية إلى "خوزستان"، كما قامت بتغيير أسماء جميع المدن والقرى والمناطق من العربيّة إلى الفارسيّة، وعملت على محو الهوية العربيّة في الإقـليم، وحرمت الأحوازيين من الحديث باللغة العربية ومنعتهم من إنشاء مدارس أو جامعات أو دور طباعة ونشر باللغة العربية. ولم تكتفي الدولة الإيرانية المعـتدية بهذا الحد من الظلم والاضطهاد القومي الحاد، بل تمنع على الشعب العربي الأحوازي حتى تسميات المواليد الجدد بتسميات عربيّة. وأهدرت جميع الحقوق الإنسانية والحريات الأساسية في الأحواز، وبالغت في التمييز العنصري البغيض بين العرب وهم السكان الأصليين للأرض، وبين الفرس القادمين للأحواز من شتى أنحاء إيران.
وإضافة إلى التهجير القسري للسكان العرب، وإحلال الفرس المستوطنين محلهم، وقيامها بحملة تطهير عرقي وإبادة جماعية ممنهجة في الأحواز، قامت الدولة الإيرانية باقتطاع عشرات آلاف الكيلومترات من الأراضي الأحوازية فألحقتها بالأقاليم الإيرانية المجاورة، كما وضعت العديد من السدود على مصبات الأنهر الأحوازية لتجرّ مياهها إلى المناطق الفارسيّة، مما أدى ذلك إلى نقص كبير في منسوب المياه في الأنهار الأحوازية، واندثر العديد منها، الأمر الذي ترك مخلـّفات سليبة عدة في إقليم الأحواز العربي، نذكر منها:
أولاً: نزوح عشرات الآلاف من المواطنين الأحوازيين بحثاً عن مصادر رزق أخرى، بعد أن قطع عنهم الشريان الحياتي المتمثل بالمياه العذبة.
ثانياً: إنشاء مشاريع زراعية واقتصادية إيرانية واهية لتكريس احتلال الأرض من ناحية، ومن ناحية أخرى فان جميع هذه المشاريع ساهمت إلى حد كبير في تلويث المياه وحتى تسميمها، على غرار مشروع قصب السكر الاستيطاني وكذلك المشاريع الصناعية الأخرى.
ثالثاً: تغيير،أو تدمير البيئة الأحوازية،كتجفيف الأهوار والقضاء على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية في الأحواز،وكذلك القضاء على الكثير من الغابات في المنطقة.
ومن الأهمية بمكان في هذا الخصوص أنْ أستند في توضيحي هذا على معطيات وحقائق الجرائم المنهجية التي تطبقها سلطات الاحتلال الإيراني ضد الشعب العربي وأرضه الأحوازية،التي استند إليها أحد المثقفين الطليعيين الأحوازيين في فضحها توضيحها، وهو الفقيد محمد شريف النواصري، الذي بين من خلال دراسة علمية جاء فيها وتحت عنوان فرعي : السياسات المنهجية ضد الأحوازيين . . . والتي ذكر فيها ما يلي :
(( ..... بدأت تلك السياسة العنصرية مع الاحتلال على يد رضا شاه البهلوي ووضِعت اللبنة الأولى لتلك السياسة المنهجية من خلال إقطاع الأراضي العربية للعسكريين الفرس ورجال الدولة من السياسيين والإداريين والأمنيين وكذلك سحب ملكية بقية الأراضي من المزارعين العرب وإعطائها إلى مؤسسة المنابع الطبيعية بغية تسهيل مصادرة تلك الأراضي في خطوات مستقبلية مدروسة،وتهجير مئات الآلاف من المزارعين والمواطنين إلى المناطق المركزية في إيران والعراق والدول الخليجية. واستمرت هذه السياسة على يد محمد رضا بهلوي الابن وأصبحت أكثر شراسة بسبب التوجه الفارسي العنصري وحقده ضد العرب والعروبة،وذلك من خلال سياسة الإصلاح الزراعي في الستينات من القرن الماضي وتحديدا سنة 1963م تحت عنوان الإصلاح الزراعي أو الثورة البيضاء،حيث تمت مصادرة مئات الآلاف من الأراضي الزراعية و من ثم تمليكها للمستوطنين الفرس،وكانت أولى مشاريع قصب السكر قد دشنت في تلك الفترة على أنقاض عشرات القرى العربية بالأحواز .
وتوجت تلك السياسات الإجرامية بعد وصول رجال الدين إلى سدة الحكم،وتحديداً بعد انتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية وكان لطبيعة التكوين الأيديولوجي لهذه الحكومة الدور البارز في شراسة واِتساع دائرة هذه السياسة حيث يجتمع فيها التطرف الطائفي والحقد التاريخي و كذلك العنصرية الفارسية والعداء لكل ما هو عربي .
وتم تدوين الإستراتيجية لهذه السياسة تحت مسمى التوزيع الديموغرافي أو (امايش سرزمين) بموجب التعميم الصادر من المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة هاشمي رفسنجاني برقم 971 / 2 ب ـ 3416 و تاريخ 14 /4 / 1371هـ.ش الموافق لسنة 1992م وكذالك التعميم الصادر من مكتب محمد خاتمي بصفته أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي برقم 27686/12 وتاريخ 1 /5 / 1377 هـ ش الموافق 1998م .
1) مصادرة أكثر من 70 ألف هكتار زراعي في منطقة الشعيبية والميناو والشوش ومناطق شمال الأحواز، لصالح شركات من أهمها شركة كشت وصنعت إيران- امريكا وكشت وصنعت إيران ـ كاليفورنيا وشركة دز كار وشركة شل وشركة كلاسنو وغيرها من الشركات الأمريكية والإسرائيلية في عهد حكومة الشاه.
2) وبعد نجاح الثورة الإيرانية تمت مصادرة أكثر من 135 ألف هكتار من أراضي المزارعين الأحوازيين جنوب مدينة الاحواز وشمال مدينة المحمرة وعبادان وعلى ضفتي نهر كارون وهنَّ من أخصب الأراضي الزراعية،وجرى مصادرة كل هذه الأراضي بذريعة إقامة مشروع قصب السكر،حيث أنَّ الشركات القائمة على هذا المشروع تعود ملكيتها إلى رجالات الدولة الإيرانية والمؤسسة المذهبية الصفوية الحاكمة في إيران .
3) مصـادرة أراضٍ بمساحة 47 ألف هكتار لغرض إقامة مشـروع معاقي الحرب العراقية الإيرانية في منطقة الجفير،المحاذية للحدود العراقية الإيرانية .
4) مصادرة أكثر من 25 ألف هكتار لغرض إقامة مشروع مزارع الأسماك جنوب مدينة الاحواز وتمليكها للمستوطنين الفرس من الوافدين الجدد إلى الإقليم .
5) مصادرة أكثر من 100 ألف هكتار شرق مدينة الحويزة تمتد حتى شمال مدينة المحمرة تحت ذريعة منطقة المناورات العسكرية لفرقة 92 المدرعة ، و من المعلوم أنَّ كل تلك المنطقة هي من الأراضي الزراعية وفيها عدة قرى عربية يسكنها الآلاف من العرب هجروا من أراضيهم .
6) مصادرة آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في مدن الخفاجية والحويزة والبسيتين بحجة تطوير حقول ازادكان النفطية والتي تتصل بحقول مجنون النفطية بجنوب العراق و تشرف على هذا المشروع شركات يابانية.
7) مصادرة أكثر من 6 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية في مدينة الشوش وتمليكها للعسكريين الفرس من الحرس الثوري وقوات القدس والتي تسمى بمشروع استيطان رجال الدين في الشمال والشمال الشرقي لإقليم الاحواز وتم تسريب وثيقة ذلك المشروع وتسمى بوثيقة (سردار رشيد) وهو من كبار قادة الحرس الثوري و قوات القدس .
8) إضافة إلى تهديم أحياء عربية بأكملها وتهجير الآلاف من الاحوازيين كسياسة منهجية لغرض قلب التركيبة السكانية مثل تهديم حي سبيدار في مدينة الاحواز سنة 1998م وتهجير أهالي هذا الحي ومعظمهم من الطبقة المسحوقة اقتصاديا .
بموازاة سياسة مصادرة الأراضي ، هنالك سياسة لا تقل شراسة وعنصرية يجري تنفيذها على قدم وساق، وهي تحريف مجاري الأنهر الرئيسية في الاحواز مثل نهر كارون والكرخة والجراحي وأنهار أخرى،وسرقة المياه وضخها إلى المناطق المركزية الفارسية مثل أصفهان ويزد وكرمان لغرض الري في حين يتم حرمان المزارعين العرب من هذه المياه ومحاربتهم في قوتهم اليومي ولقمة العيش وكذلك افتعال السيول من خلال السدود التي تم إنشائها لهذا الغرض بشكل دوري، بغية تهديم البنية التحتية للقرى الاحوازية،لغرض تسهيل عملية مصادرة الأراضي الزراعية وتهديم القرى والأرياف العربية في الاحواز.
كل هذا الغرض منه هو تهجير المزارعين من قراهم والتدمير المنهجي لاقتصادهم القروي و إلحاقهم بالضواحي المهمشة والذي يسمى (بحزام الفقر العربي) ومن ثم محاصرة المدن العربية بالمستوطنات الفارسية والمدن التي أنشئت لهذا الغرض وهي بالعشرات،مثل مستوطنات (شيرين شهر) جنوب مدينة الاحواز،وسط القرى التي تم تهديمها لغرض مشروع قصب السكر ومزارع الأسماك و تتسع لأكثر من تسعين ألف نسمة كخطوة أولى قابلة للاتساع،وكذلك مدينة (رامين) العملاقة شمال مدينة الاحواز،حيث تتسع لأكثر من مليون مستوطن فارسي من الوافدين الجدد إلى الإقليم .
ويتم تهميش (حزام الفقر العربي) بشكل مدروس ومخطط،حيث يتفشى الفقر والإدمان والجريمة وكل الإختلالات البنيوية على صعيد البنى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، والعيش على هامش المجتمع كإفراز طبيعي لهذه السياسات اللا إنسانية.
ومن أهم مضاعفات تلك السياسة هي الكوارث البيئية وتلوث المياه وزيادة نسبة الملوحة في الأراضي وتلوث البيئة وتفشي الأمراض المعدية،حيث ورد ذكر كل هذه المضاعفات بالتقرير الذي رفعه (ميلان كوتاري) مبعوث الأمم المتحدة إلى الإقليم قبل اقل من سنتين،حيث وصف تلك السياسات بالكارثية بالنسبة للسكان الأصليين من عرب الاحواز.
تصاعد سياسة المصادرة والاِستيطان :
أخذت هذه السياسات الإجرامية تتصاعد وتتسارع وتائرها خلال الخمسة عشر عاما الماضية وعلى الأخص بعد تسلم طاقم التكنوقراط صاحب الميول و التوجهات الفارسية من جماعة كوادر البناء أثناء رئاسة هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وبعد تسلمهم ملف التنمية في إيران،حيث تمت مصادرة عشرات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة في مختلف مدن الاحواز،ضمن الخطة المعروفة بالتوزيع الديموغرافي الاِستيطاني
كما بلغت ذروتها،أيضاً،بعد تسلم احمدي نجاد و طاقمه من ((جماعة الحجتية)) خاصة بعد اندلاع انتفاضة15/ نيسان/ 2005م وكعقاب جماعي للأحوازيين على شق عصا الطاعة ضد الاحتلال العسكري الإيراني،والدليل على ذلك هو البدء في مصادرة 30 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في مدن الاحواز والخفاجية والهنديان (التميمية)،حيث ورد ذكر هذه الخطة في التقييم الصادر من دائرة الثروة السمكية بالإقليم ،خلال الثماني سنوات الأخيرة .
وتنص هذه الخطة على :
البدء في المرحلة الثانية من مشروع يبلغ 12400 هكتار تحت عنوان ((ازادكان اهواز)) حيث تم مصادرة 25 ألف هكتار في المرحلة الأولى من المشروع .
البدء في مشروع يشمل 10 آلاف هكتار في مدينة الخفاجية .
1) مشروع تربية الروبيان يشمل 8 آلاف هكتار،شرق وغرب نهر زهرة في مدينة الهنديان (التميمية) .
2) إضافة إلى إنشاء موانئ في بحر كان الهنديان و نهر القصير في عبادان و غيرها من الموانئ ، والمعروف أنَّ تلك الموانئ لا تخضع إلى سلطة ورقابة دائرة الموانئ ويتم استغلالها والاستفادة منها لغرض التهريب والالتفاف على القرارات الدولية ضد إيران في مجال حظر اِستيراد السلاح وغيره من قبل الحرس الثوري ، حيث تكتسب تلك الموانئ أهميتها لأنها تقع بالقرب من العراق والدول الخليجية .
س: وإلام تهدف هذه السياسات التعسفية والإجرامية من قبل السلطات الإيرانية تجاه شعب الأحواز العربي برأيكم ؟
أ . عادل السويدي ـ مدير موقع عربستان :
إنَّ وراء هذه السياسات المنهجية والبنيوية ضد الشعب العربي الاحوازي أهداف اِقتصادية وأمنية وتاريخية وسياسية،وبنظرة متفحصة على الخارطة السياسية لإيران ودول الجوار العربي ، سنلاحظ أنَّ الأراضي التي تمت مصادرتها في الشمال الغربي والغرب والجنوب تقع بمحاذاة الحدود العراقية ودول الخليج العربي ، الغرض منها تسهيل عملية التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول بعيداً عن عيون الاحوازيين وخلق بيئة ومنطقة عسكرية لوجستية تؤمن الحماية وتؤمن الإمداد الكافي للتدخل الإيراني المستمر في شؤون تلك الدول ، وكذلك إفراغ هذه المناطق التي يقع فيها اكبر مخزون وحقول النفط والغاز، من الاحوازيين ، كخطوة أولى وتمليكها للمستوطنين الفرس والوافدين الجدد كخطوة مستقبلية من اجل قلب التركيبة السكانية بالإقليم لصالح الفرس والحكومة المركزية حيث دأبت كل الحكومات الإيرانية المتعاقبة على هذه السياسة منذ تكوين الدولة أو بالأحرى الإمبراطورية الإيرانية الحديثة على يد رضا خان .
من ضمن هذه الأهداف أيضا هو تقطيع أوصال الشـعب العربي الاحوازي، وعزله في تجمعات سـكانية محاصـرة،في مدنه وقراه ومناطقه المختلفة وكذلك حرمانه من عمقه الإستراتيجي المتمثل بالوطن العربي كالعراق والخليج العربي،وهذا ما يفسر اتساع دائرة سياسة مصادرة الأراضي والتهجير الجماعي و التي نصت عليها الوثيقة التي تم تسريبها من مكتب خاتمي والتي سببت مع تراكم التناقضات والظروف الموضوعية انتفاضة 15 نيسان عام 2005،حيث سقط على أثرها مئات الشهداء والجرحى وتم اعتقال الآلاف و تنفيذ أحكام الإعدام بحق 12 شخصا لحد الآن ، والقائمة قابلة للاِزدياد. كما شملت هذه الخطة مناطق شمال الإقليم ووسطه وشرقه وجنوبه وهي الأخطر على الإطلاق والتي تم الكشف عنها بالوثيقة والتعميم تحت عنوان مشروع أروندان الصناعي والتجاري في مدن المحمرة وعبادان والذي سيتم بموجبه تهجير مئات الآلاف من الاحوازيين العرب من مدنهم وقراهم التي تقع ضمن نطاق هذا المشروع الاستيطاني الكبير وسيتم تهديم عشرات القرى الاحوازية. ويضاف إلى ذالك تهجير أكثر من 300000 مواطن أحوازي من مدن وأرياف المحمرة وعبادان أثناء الحرب العراقية الإيرانية ولم يعودوا إلى قراهم التي هجروا منها بسبب تهديم البنية التحتية وغياب الخدمات ، وكذلك انتشار حقول الألغام في تلك المناطق وهي من مخلفات الحرب ، ولم تعمل الحكومة الإيرانية على تطهيرها لكي لا يعود العرب إلى قراهم من منفاهم بالمناطق الشمالية والمركزية في إيران)). [نقلاً عن دراسة الفقيد محمد شريف نواصري المعنونة : ايران وسياسة التطهير العرقي ضد الأحوازيين] .
إذن فالنزعة الفارسية العنصرية الإستيطانية الإستبدالية والإحلالية،أي اِستبدال العرب بعناصر فارسية أو لورية،كانت قبل الإحتلال وبعد الإحتلال،وما تزال في تصاعد متواصل،فلماذا يغض البصر،هؤلاء البعض المتفلسف من غير وجه حق،عن غابة الأفعال الفارسية العنصرية والصفوية الطائفية سواء في زمن الشاه أو في زمن الخميني المقبورين،أو حتى في المرحلة الحالية،ويحاول شد نظره على شجرة عجفاء لا تمت إلى الحقيقة الملموسة بأية صلة .
