• بادئ الموضوع بادئ الموضوع abdelkader206
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • المشاهدات 1,313

abdelkader206

زيزوومى فضى
إنضم
14 أكتوبر 2007
المشاركات
3,234
مستوى التفاعل
146
النقاط
850
الإقامة
الجزائر (غرب)
غير متصل
رجل من أهل الجنَّة (1)
لا زال الحديث موصولاً في تبسيط وترشيد الخطاب الديني ومقال اليوم يدور في فلك ما قبله من تكليف الجوارح بما تطيق بل بأقل مما تطيق
وكيف لا والله يقول "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
ولكن الملاحظ في هذه التكليفات رغم بساطتها إلا أن التكليف القلبي أهم وأكبر فأداء التكليف الشرعي واجب ميسور تطيقه النفس ولكن موقف القلب ومدى إخلاصه لله تكليف أشد
فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه، كنا جلوسا مع رسول الله ( صلى الله عليه سلم ) فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار ... فلما كان الغد قال النبي ( ص ) مثل ذلك فطلع الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي ( ص ) مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل مثل حاله الأولى فلما قام النبي ( ص ) تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ... فقال ... أن تؤويني إليك حتى تمضي قال نعم
قال أنس وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا ... حتى يقوم لصلاة الفجر...فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله إني ... سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أر تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال ما هو إلا ما رأيت ...
غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ( وفي رواية غلا ) ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق"
فالرجل الذي في الحديث لا يعمل أعمالا تعبدية خارقة أو زائدة بل رجل وسطي بسيط يدور في فلك أداء الفرائض والابتعاد عن المعاصي أو على النحو الذي ذكر،
إن سبب دخوله الجنة وتحديد النبي - صلى الله عليه وسلم – له بعينه وتأكيد ذلك ثلاث مرات أمر قد يبدو للناظر أنه بسيط هيّن أي أنها مجرد نبوءة وحيّ اختص بها هذا الرجل،
لكن الأمر لدى أصحاب البصيرة غير ذلك مما دفع صحابي آخر أن يترخص في تصنع حيلة للنظر من حال الرجل عسى أن يجد لديه ما يعينه أن يسلكه كذلك فيكون من أهل الجنة،
فوجد أمراً عادياً إلا أنه توقف عند قول الرجل "غير أني لا أجد لأحد من المسلمين غشاً أو غلاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه"
فهي إذن التي أوصلته للجنة قلب سليم من الحسد والغل والغش لعباد الله، ترى لو التزم أصحاب الأقلام وأصحاب الإعلام بهذه الخصلة في تعاملهم مع الغير هل سيكون حالنا على نحو ما هو قائم؟
ولو ركز أصحاب الخطاب الديني على هذه المعاني هل سيتسابق الناس لتقديم مستندات مزورة لأخذ دعم غيرهم أو شقق غيرهم أو وظائف غيرهم ممن هم أحوج وأفقر؟
إن البعض يتوهم حينما يعتقد أنه بالشرع وحده تستقيم الأمور أو بوضع نظم ولوائح، بل لا قيمة عملية لأي تشريع شرعي أو وضعي لا يتعارض مع الشرع ما لم يكن هناك مجتمع تسوده روح إيمانية إيجابية وشفافية مع النفس في التعامل مع الغير،
أرأيت دعم المواد الغذائية للفقراء من خلال بطاقات التموين، حيث يتحايل الكثير من القادرين نسبياً على الشروط والأوراق للحصول على البطاقة أو الحصول على شقة مدعومة فيزاحمون الفقراء طعامهم وسكناهم وما ذاك إلا غشاً وغلاً وحسداً،
تُرى كيف سيكون الحال لو التزم كل مواطن وكل موظف بالشروط والضوابط التي وضعتها الحكومة لدعم محدودي الدخل هل سيذهب الدعم لغير المستحقين حينئذ؟
أم سيذهب في غالبه لأهله، وتوفر الحكومة الباقي لمشاريع أخرى.
إننا في حاجة لخطاب ديني يرسخ خصلة الإيثار والعطاء والشعور بالغير، في حاجة لخصال ترسيخ الصدق في القول والصدق في العمل ، في حاجة لترسيخ خصلة الدعاء والتبريك لكل صاحب نعمة لا الدعاء عليه بزوال هذه النعمة غلاً وحسداً،
فالرجل لا يجد في قلبه غلاً ولا حسداً على أحد من الناس أيّ يبيت سليم القلب تجاه غيره فسكن قلبه وارتقت نفسه فكان جديراً بأن يكون من أهل الجنة، فأين المشمِّرون عن سواعد الجد لمجاهدة قلوبهم من الحسد والغل والحقد.

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

__________________
image.php

 

توقيع : abdelkader206
رجل من أهل الجنَّة (2)

لا زلت متواصلاً مع ترشيد وتبسيط الخطاب الديني من خلال ما ثبت من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم –
وموضوع هذا المقال يدور حول أصل الدين وبساطته وفطرته وكيف لا والإسلام دين الفطرة فكل مولود يولد على الفطرة أي على التوحيد
ثم يعتري الفطرة بعد ذلك ما يعتريها من توجيه إما لتثبيت التوحيد أو إلى الشرك بالله،
فقد روى حافظ الأمة الأثبت الإمام الجليل في صحيحه الإمام البخاري رحمه الله بسنده:
1- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ وَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بِهَا لَهُمْ فِي الصَّلَاةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ بِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ لَا تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تَقْرَأَ بِأُخْرَى فَإِمَّا تَقْرَأُ بِهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى فَقَالَ مَا أَنَا بِتَارِكِهَا إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلِهِمْ وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ فَلَمَّا أَتَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَقَالَ يَا فُلَانُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ
فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّهَا فَقَالَ حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ
2- عن عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ فَيَخْتِم ُبِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِك لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ فَسَأَلُوهُ
فَقَالَ لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأ َبِهَا فَقَال َالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ
وقبل الخوض في فقه الروايتين أرد مقدما على المتفيقهة أو المتفلسفة الذين قد يتساءلون كيف يسوق البخاري الروايتين الأولى عن رجل من الأنصار يصلي بمسجد قباء والرواية الثانية عن رجل بُعِث في سرية والجواب بسيط لدى أصحاب القلوب السليمة التي لا تحمل غلاً على صحيح السنَّة النبوية،
وهو أن الروايتين في رجلين اشتركا في حبهما لهذه السورة وكل، على حالته المذكورة، وليس معنى ذلك أن هذا الحب كان من هذين الصحابيين فقط لهذه السورة وإنما يشمل كل من اعتقد ذلك سواء من الصحابة أو غيرهم المهم أن أمر هذه الخصلة عُبر عنها من خلال موقفين مختلفين وفيهما كذلك إثبات ما اصطلح عليه العلماء من السنَّة التقريرية أي أن يُقّر الرسول - صلى الله عليه وسلم – فعلاً أو قولاً لأحد أصحابه بلغه عنهم.
نعود لفقه الروايتين، فالرجلان يداومان على قراءة سورة الإخلاص : "قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد)
وما ذاك إلا لحبهما لإثبات الألوهية الحقه لله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وفي الوقت نفسه نفى الألوهية عن غيره من الآلهة الباطلة، فالله واحد في ذاته وواحد في صفاته لا يشبهه أحدٌ من خلقه ولا يعتريه نقص فهو جلّ وعلا منزه عن الصاحبة ومنزه عن الولد فضلاً عن غير ذلك من صفات النقص أو الضعف،
فالإنسان لضعفه وعجزه وفقره وخوفه يحتاج للزوجة لتؤنس وحدته وليسكن إليها والله منزه عن ذلك ((ليس كمثله شئ وهو السميع البصير))
والإنسان يعتريه الكِبَر والمرض فيحتاج إلى زوجة وولد ليقوموا على خدمته ومساعدته والله قائم بذاته وقائم بغيره حيّ قيوم لا يعجزه شئ قيوم السموات والأرض فهذا التنزيه لله، وتحقيق كمال الألوهية له جلّ وعلا وحب ذلك وإقراره في القلب أدخل من كانت هذه عقيدته الجنة وحُرِم من كانت عقيدته على عكس ذلك، فتعالى الله علواً كبيراً عما يصفه الضالون هذه المعاني البسيطة في تنزيه الخالق والتعايش معها تخلق في العبد الأنس بالله واللجوء إليه فالاستعانة به والتوكل عليه كما تخلق في العبد دوام المراقبة لله والتي عبّر عنها الحديث الصحيح " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك ".
هذه المعاني وغيرها ومداومة الوعّاظ والعلماء لها لتذكير الناس بها تعين على إيجاد مجتمع قوي بربه ثم بدينه ثم بقوة إيمانه الإيمان الصحيح الذي يدفعه للإحسان والايجابية المعبّر عنها بأنه يراك إن لم تكن تراه.



يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

__________________
image.php

 
توقيع : abdelkader206
جزاك الله خير ورحم والديك:b:
 
توقيع : Mohzohdi



بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك

،
ودى وتقديرى

3.gif



 
توقيع : alemalbyelaram
جزاك الله خيرا
 
توقيع : لهب شمعة
جزاكم الله خيرا
ونفعني الله واياكم
 
توقيع : abdelkader206
جزاكم الله خيرا
 
توقيع : abdelkader206
عودة
أعلى