abdelkader206
زيزوومى فضى
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
رجل من أهل الجنَّة (1)
وكيف لا والله يقول "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
ولكن الملاحظ في هذه التكليفات رغم بساطتها إلا أن التكليف القلبي أهم وأكبر فأداء التكليف الشرعي واجب ميسور تطيقه النفس ولكن موقف القلب ومدى إخلاصه لله تكليف أشد
فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه، كنا جلوسا مع رسول الله ( صلى الله عليه سلم ) فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار ... فلما كان الغد قال النبي ( ص ) مثل ذلك فطلع الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي ( ص ) مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل مثل حاله الأولى فلما قام النبي ( ص ) تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ... فقال ... أن تؤويني إليك حتى تمضي قال نعم
قال أنس وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا ... حتى يقوم لصلاة الفجر...فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله إني ... سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أر تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال ما هو إلا ما رأيت ...
غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ( وفي رواية غلا ) ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق"
فالرجل الذي في الحديث لا يعمل أعمالا تعبدية خارقة أو زائدة بل رجل وسطي بسيط يدور في فلك أداء الفرائض والابتعاد عن المعاصي أو على النحو الذي ذكر،
إن سبب دخوله الجنة وتحديد النبي - صلى الله عليه وسلم – له بعينه وتأكيد ذلك ثلاث مرات أمر قد يبدو للناظر أنه بسيط هيّن أي أنها مجرد نبوءة وحيّ اختص بها هذا الرجل،
لكن الأمر لدى أصحاب البصيرة غير ذلك مما دفع صحابي آخر أن يترخص في تصنع حيلة للنظر من حال الرجل عسى أن يجد لديه ما يعينه أن يسلكه كذلك فيكون من أهل الجنة،
فوجد أمراً عادياً إلا أنه توقف عند قول الرجل "غير أني لا أجد لأحد من المسلمين غشاً أو غلاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه"
فهي إذن التي أوصلته للجنة قلب سليم من الحسد والغل والغش لعباد الله، ترى لو التزم أصحاب الأقلام وأصحاب الإعلام بهذه الخصلة في تعاملهم مع الغير هل سيكون حالنا على نحو ما هو قائم؟
ولو ركز أصحاب الخطاب الديني على هذه المعاني هل سيتسابق الناس لتقديم مستندات مزورة لأخذ دعم غيرهم أو شقق غيرهم أو وظائف غيرهم ممن هم أحوج وأفقر؟
إن البعض يتوهم حينما يعتقد أنه بالشرع وحده تستقيم الأمور أو بوضع نظم ولوائح، بل لا قيمة عملية لأي تشريع شرعي أو وضعي لا يتعارض مع الشرع ما لم يكن هناك مجتمع تسوده روح إيمانية إيجابية وشفافية مع النفس في التعامل مع الغير،
أرأيت دعم المواد الغذائية للفقراء من خلال بطاقات التموين، حيث يتحايل الكثير من القادرين نسبياً على الشروط والأوراق للحصول على البطاقة أو الحصول على شقة مدعومة فيزاحمون الفقراء طعامهم وسكناهم وما ذاك إلا غشاً وغلاً وحسداً،
تُرى كيف سيكون الحال لو التزم كل مواطن وكل موظف بالشروط والضوابط التي وضعتها الحكومة لدعم محدودي الدخل هل سيذهب الدعم لغير المستحقين حينئذ؟
أم سيذهب في غالبه لأهله، وتوفر الحكومة الباقي لمشاريع أخرى.
إننا في حاجة لخطاب ديني يرسخ خصلة الإيثار والعطاء والشعور بالغير، في حاجة لخصال ترسيخ الصدق في القول والصدق في العمل ، في حاجة لترسيخ خصلة الدعاء والتبريك لكل صاحب نعمة لا الدعاء عليه بزوال هذه النعمة غلاً وحسداً،
فالرجل لا يجد في قلبه غلاً ولا حسداً على أحد من الناس أيّ يبيت سليم القلب تجاه غيره فسكن قلبه وارتقت نفسه فكان جديراً بأن يكون من أهل الجنة، فأين المشمِّرون عن سواعد الجد لمجاهدة قلوبهم من الحسد والغل والحقد.
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
__________________
