• بادئ الموضوع بادئ الموضوع Rays
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • المشاهدات 1,556

Rays

زيزوومى فعال
إنضم
26 نوفمبر 2008
المشاركات
201
مستوى التفاعل
1
النقاط
250
غير متصل

بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :

قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله - : (
وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب ، باتفاق المسلمين
وسائر أهل الملل وسائر العقلاء ... ونفس المحتج بالقدر إذا أُعتدي عليه ، واحتج المعتدي بالقدر لم يُقبل منه ، بل يتناقض ، وتناقض القول دليل على فساده
... انتهى كلامه )


وبما أن هذا الأمر مما يعم به البلاء فهذا إيراد لبعض الأدلة الشرعية والعقليلة والواقعية التي يتضح من خلالها بطلان الإحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الطاعات .

1- قال الله - تعالى - : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ)

2- قال تعالى : (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) . فلو كان الإحتجاج بالقدر على المعاصي سائغاً لما كان هناك داعٍ لإرسال الرسل

3- أن الله أمر العبد ونهاه ولم يكلِّفه إلا مايستطيع . قال تعالى (فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقال تعالى : (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) . ولو كان العبد مجبراً على الفعل لكان مُكَّلفاً بما لايستطيع الخلاص منه . وهذا باطل ولذلك إذا وقعت منه المعصية بجهل أو نسيان أو إكراه فلا إثم عليه لأنه معذور .

4- إدعاء الشخص أن الله قدَّر عليه كذا وكذا إدعاء باطل ، لأنه إدعاء لعلم الغيب والغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل

5- لو كان الإحتجاج بالقدر على هذا النحو لقُبِل من إبليس الذي قال : (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)

6- الإحتجاج بالقدر على الذنوب والمعاصي تصحيح لمذهب الكفار . وهذا لازم للمحتج لاينفك عنه

7- قال الله عز وجل عن أهل النار : (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا) وقالوا : (لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) وقالوا : (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) . فلم يحتجوا بالقدر وهم في أمس الحاجة إلى ماينقذهم من نار جهنم

8- ومما يمكن أن يُردُّ به على هذا المحتج بالقدر أن يقال له : لا تأكل ولا تشرب فإن قدر الله لك شبعاً وريّاً فسيكون وإلا فلن ، وإذا مرضت فلا تتداوى ، فإن الله إذا قدر لك الشفاء شفيت وإلا فلن ينفعك الدواء . فهل سيوافقنا على هذا القول أم لا ؟

9- أن المحتج بالقدر الذي يقول لانؤاخذ ، لأن الله كتب ذلك علينا . يُقال له : إننا لانؤاخذ على الكتابة السابقة إنما نؤاخذ بما فعلناه . فهناك فرق بين ماأُريد بنا وماأُريد منا . فما أراده الله بنا طواه عنا ، وما أراده منا أمرنا بالقيام به .

ولقد روى الإمام مسلم في صحيحه حديث جابر أن سراقة بن مالك جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : يارسول الله بيِّن لنا ديننا كأنا خُلقنا الآن ، فيما العمل اليوم ؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت المقادير ؟ أم فيما نستقبل ؟ قال : لا بل فيما جفت به الإقلام وجرت به المقادير قال : ففيم العمل ؟ فقال : اعملوا فكل ميسر وفي رواية كل عامل ميسر لعمله


- ومما تجدر الإشارة إليه أن احتجاج كثير من هؤلاء ليس ناتجاً عن قناعة وإيمان ، وإنما هو ناتج عن هوىً ومعاندة . قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - : ( هؤلاء القوم إذا أصروا على هذا الإعتقاد كانوا أكفر من اليهود والنصارى ) [ مجموع الفتاوى 8 \ 262 ]



متى يسوغ الإحتجاج بالقدر ؟

الجواب : يسوغ الإحتجاج بالقدر عند المصائب التي تحل بالإنسان كالفقر والمرض وفقد القريب وخسارة المال وقتل الخطأ ونحو ذلك . فالإحتجاج إنما يكون على المصائب لا المعائب . وممن يسوغ له الإحتجاج بالقدر التائب من الذنب . فلو قيل لأحد التائبين : لم فعلت كذا وكذا ثم قال :هذا بقضاء الله وقدره وأنا تبت واستغفرت لقبل منه ذلك الإحتجاج . فالعبرة بكمال النهاية لا نقص البداية

....................

المصدر : كتاب الإيمان بالقضاء والقدر لمحمد بن إبراهيم الحمد
المبحث الثالث : الإحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات صفحة 81 إلى 87 بإختصار وتصرف



 

توقيع : Rays
جزاك الله كل خير

يعطيك العافيه

ننتظر جديدك
 
توقيع : » Ţųяĸї


بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك

،
ودى وتقديرى

3.gif



 
توقيع : alemalbyelaram
عودة
أعلى